ابنة أختي تكثر من شرب الماء ومن التوجه للحمام، فما سبب ذلك؟

0 434

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع..

ابنة أختي طفلة عمرها 8 سنوات ونصف، طولها مناسب لعمرها، ولكنها رفيعة، وهي تأكل جيدا - والحمد لله -، كما أنها متفوقة في دراستها - والحمد لله -، ولكننا لاحظنا أنها في الفترة الأخيرة ما يقرب من عام، تذهب إلى الحمام كثيرا للتبول، وأنها أيضا تشرب كثيرا وأكثر من المعتاد، وهذه الملاحظة كانت في الصيف، فقلنا إن سبب شربها الكثير للماء هو ارتفاع درجات الحرارة، ولكن استمر الحال في الشتاء، فهذا ما لفت أنظارنا، وأيضا تستيقظ ثلاث، أو أربع مرات، أو أكثر أثناء نومها لكي تذهب للتبول، وتشرب أيضا كثيرا، فكلما دخلت إلى الحمام كلما شربت أكثر.

المهم أننا أجرينا لها تحليل السكر، - والحمد لله - كانت النتيجة طبيعية، ولا يوجد سكر لديها، وأجرينا لها تحاليل أخرى، ووجدنا لديها نقصا في الهرمون المضاد لإدرار البول، وارتفاعا في نسبة الصوديوم، مما سبب لنا خوفا كبيرا عليها وعلى صحتها.

أرجوكم أريد أن أعرف ما مدى خطورة هذا النقص في هذا الهرمون؟ وأيضا ارتفاع الصوديوم؟ وما هو العلاج؟ وهل هذا يؤثر على تحصيلها الدراسي؟ أو على تركيزها؟ أو أي شيء من هذا القبيل؟ أو على حياتها بوجه عام؟ وهل هناك خطورة من العلاج؟ وهل يؤثر على هرمونات جسمها الأخرى حاليا أو مستقبلا؟ وهل هذا يعالج أم أنه مرض مزمن؟

أرجو الإفادة سريعا، لقلقنا الشديد عليها.

أثابكم الله، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

هذا المرض يسمى: السكري الكاذب، أو diabetes insipides.

وسمى بالسكري الكاذب: لأنه يشبه مرض داء السكري الناتج عن خلل البنكرياس المنتج لهرمون الأنسولين بشكل عام، ويشبهه في بعض الأعراض المميزة لمرضى السكري، وهي: كثرة التبول والعطش الشديدين، وهذه الحالة يجب أن يتم تشخيصها وعلاجها في مستشفى جامعي، عند أستاذ متخصص في الغدد الصماء، حتى يمكن التمييز بين أسباب نقص الهرمون، وخطة العلاج.

وحتى تطمئنوا سريعا: فالعلاج متوفر في صورة بخاخ في الأنف، ويصرف شهريا للطفلة بصفة دائمة.

وأسبابه:

- أسباب ابتدائية: نقص هرمون المضاد للتبول ADH التي تفرزه الغدة النخامية، وفى هذه الحالة يجب فحص بقية هرمونات الغدة النخامية.

- والسبب الثانوي: عدم استجابة الكلية للهرمون ADH، ويرجع ذلك لخلل مناعي أثر على مستقبلات ذلك الهرمون.

وهذا الهرمون هو الهرمون المضاد لإدرار البول، واسمه بالإنجليزية: antidiuretic hormone))، ويعرف اختصارا (ADH)، أو الفازوبرسين (قابض الأوعية الدموية)، وبالإنجليزية: ( Vasopressin)، والعمل الرئيسي لهذا الهرمون هو: إعادة امتصاص الماء في الكلية أثناء تكوين البول، وبذلك يمنع من فقد كمية زائدة من الماء.

وعندما يكون مستوى الهرمون المضاد للإدرار منخفضا، يؤدي ذلك إلى فقد كمية كبيرة من البول المخفف، والبول في هذه الحالة يشبه الماء، فيرتفع الصوديوم ليس بسبب زيادة كميته في الدم، ولكن بسبب النقص الشديد في الماء، فهذا الارتفاع يسمى: ارتفاعا نسبيا، أو ارتفاعا غير حقيقي.

ومن أعراض وعلامات المرض: التبول المفرط من 4 إلى 20 لتر يوميا، والعطش الشديد.

والفحوصات التي يجب عملها هي:

- فحص البول: بأن يكون لونه شفافا مائيا، ولا يحتوي على الجلوكوز، أو الألبيومين، أو الأجسام الكيتونية.

- أن تكون الكثافة النوعية: منخفضة، وتساوي تقريبا 1.001- 1.005 قريبة من كثافة الماء النوعية التي تساوي 1.

- فحص الهرمونات: يلاحظ وجود نقص في الهرمون ADH.

العلاج:

- دعم المريض نفسيا.
- استبدال الكم المفقود من السوائل بزيادة كمية السوائل التي يجب أن يشربها المريض.
- علاج سبب المشكلة، وإعطاء المريض بديلا خارجيا عن ذلك الهرمون ADH في صورة بخاخ، أو عبر الوريد في البداية، حتى تستقر الحالة، وعلاج الزيادة في نسبة الصوديوم: هو شرب الماء حتى يتزن مستوى الصوديوم في الدم، وحتى يتم إعطاء الطفلة الهرمون.

شفاها الله وعافاها، ووفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات