السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد,,,
بداية أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع, والذي أفادني وأفاد الكثير من الإخوة من مختلف المستويات التعليمية والمهنية, وتحية خاصة للدكتور محمد عبد العليم أخصائي الأمراض النفسية, ولكافة زملائه في الموقع.
منذ شهرين ونصف تعرضت لتشخيص طبي أخافني جدا, ثبت بعد ذلك أن التشخيص خاطئ, وذهبت عني حالة الخوف لمدة أربعة أيام تقريبا, ثم ما لبثت أن عادت.
في البداية قاومت مخاوفي وذهبت لرقاة وخففت قليلا من الخوف, واستعملت مستحضرا عشبيا (يور مود) يحتوي على عشبة القدسين وفيتامينات, تحسنت عليه تحسنا بسيطا, كنت أتناول 300 جرام -3 حبات- صباحا ومساء وليلا.
وبعد الاطلاع على موقعكم اقتنعت بالطب النفسي, فذهبت لطبيب نفسي, شخص حالتي أنها الخوف من الموت يزيده الاكتئاب بالتفكير من الموت والمرض -أجارنا الله وإياكم- وصرف لي ديمنون 30 مج حبة واحدة قبل النوم, ومنذ بداية العلاج شعرت بتحسن كبير, وأصبحت أنام دون كوابيس مزعجة, ولله الحمد والمنة.
سؤالي: هل لعقار الريمنون أضرار من استعماله فترة طويلة (سنة حسب كلام الطبيب)؟ وهل الانقطاع عنه يسبب عودة الحالة بشكل أسوأ؟ وهل العلاج النفسي علاج يشفي -بإذن الله- أم هو مجرد مسكن وسيعود الخوف والقلق عند تركه؟
حالتي في تحسن ولله الحمد، فهل من الممكن أن تتطور أو تأتي بصورة أقوى؟
أرجوكم الرد في أقرب فرصة.
ولكم وافر الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب, وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، ومن الطبيعي -وأنا سعيد جدا- أنك كما قلت تحسنت من عقار ريمنون, والذي يعرف باسم (ميرتزبين) هذا الدواء من الأدوية الممتازة, ومن الأدوية السليمة, ولا يسبب الإدمان, وليس له آثار تدل بالأشياء الجسدية.
من آثاره أنه قد يؤدي إلى زيادة في الوزن, لكن يعرف عنه أنه دواء سليم وممتاز وفاعل كما ذكرت لك, وجرعة حبة واحدة هي جرعة وسطية, وأعتقد أنك بعد أن تتحسن حالتك، وبعد مشاورات الطيبب يمكن أن تكون الجرعة 15 ملجم -أي نصف حبة كافية بالنسبة لك-.
إذا العقار ليست له أي أخطار مهما طالت مدة استعماله، سؤالك حول هل الانقطاع يسبب حالة بشكل أسوأ, من المفترض أن لا يسبب انقطاع الدواء عودة للحالة, خاصة إذا اكتمل عودة العلاج فترة العلاج, والتعافي النفسي يستمر من خلال الأخذ بآليات العلاج, ومكونات العلاج المعروفة وهي العلاج الدوائي, والعلاج النفسي, والعلاج الاجتماعي.
العلاج الدوائي في مثل حالتك هي ريمانون, والعلاج النفسي الفعالية والتفكير الإيجابي أن يكون الإنسان راضيا عن نفسه, ومؤكدا لذاته, والعلاج الاجتماعي يتمثل بالتواصل والفعالية والوظيفية, ولا شك ممارسة الرياضة والحرص على العبادة هي من الدعائم النفسية الرئيسية.
أخي الكريم: العلاج النفسي والعلاج الاجتماعي هما الأهم لمنع العود, وأقصد بالعود الانتكاسة, فكن حريصا على استخدام العلاج الدوائي لتدعم العلاج السلوكي وكذلك الاجتماعي.
سؤالك: هل العلاج النفسي يشفي بإذن الله أم هو مجرد مسكن وسوف يعود القلق, العلاج النفسي يمكن أن يكون علاجا شافيا, بمعنى أن الحالة لا ترجع, أما في بعض الأحيان يكون علاجا معطلا للأعراض, وفي ذلك حسب الحالة الخوف نستطيع أن نقول أن العلاج الدوائي يعتبر شافيا 60 - 70 %, وهذه نسبة كبيرة جدا, وكما ذكرت تدعيم آلية العلاج الدوائي بآلية أخرى وهي العلاج السلوكي والاجتماعي؛ بإذن الله تمنع حدوث انتكاسة.
أكرر لك أخي الكريم: أنا سعيد جدا أن حالتك متحسنة, وأؤكد لك وبإذن الله تعالى أن حالتك لن تتدهور, ولن تكون أسوأ, بل على العكس تماما كل المؤشرات تدل أنك من الذين سوف يكونون في دائرة التحسن النفسي والتعافي, فقط عليك بالتفاؤل والاجتهاد.
أسأل الله لك الشفاء والتوفيق.
والله الموفق.