نوم وخمول ولا أستطيع تحديد هدفي من الدراسة.. ساعدوني

0 393

السؤال

لم أكتب الطول والوزن الصحيح، لأني ﻻ أعرفهما.

أنا طالبة جامعية تخصصي ممتاز، ولكني أسعى دوما في الكمال، أريد كل شيء مثاليا، ولكني ﻻ أستطيع إنجازه، ﻻ أعلم ما الذي يحدث، أصبحت أكره كل شيء في حياتي، وﻻ أشعر بطعم شيء، معدلي ليس جيدا، بل أني أتظاهر بالمرض حتى أتحجج به عن فشلي، الأيام التي تسبق الاختبارات تبدأ معاناتي مع النوم ﻻ أكاد أستيقظ إﻻ وأعود للنوم، دائما أشعر بصداع في شقي الأيسر، وآﻻم في المعدة، حتى أن الأكل الذي آكله يعود للخروج، وأكرع كما يفعل الأطفال.

لم أستطع أن أرتب جدولي، فأنا أنام من حين رجوعي من الكلية، وﻻ أستيقظ إﻻ الساعة الثامنة تقريبا، أصلي العصر والمغرب والعشاء، ثم أعاود النوم، وﻻ أستيقظ إﻻ فجرا.

ﻻ أعلم ما هو هدفي من الدراسة، لم أستطع تحديده، وأشعر أني مرهقة تماما؛ لأني أسعى للكمال دائما، وأفكر كثيرا، ولكني في الأخير أفشل وﻻ أنجز شيئا وأعتمد على الآخرين.

أريد أن أحدد هدفا لحياتي، أريد أن أنجح أريد دواء للفشل.

وشيء آخر أكره قراءة القرآن، وأكره الصلاة، ولكني أفعلها فأنا أصلي على مضض، أريد أن أستمتع بصلاتي، وقراءة القرآن أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة جامعية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالإنسان له سمات تميز شخصيته، وهنالك عدة أنواع من الشخصيات، ومن أهم هذه الشخصيات الشخصية التي تسعى نحو الكمال، ويكون هنالك دائما شعور بالتقصير، والسعي لأداء الأمور بتدقق، وتهويل الصغائر، وهذه السمات نشاهدها عند الشخصيات الوسواسية.

والشخصية الوسواسية: شخصية قلقة بطبعها؛ ولذا حين تحدث الإخفاقات يحدث الإحباط، والشعور بالاكتئاب، والاكتئاب يؤدي إلى مزيد من الإخفاق؛ لأنه يفقد الإنسان الفعالية، ويجعله يفكر سلبيا، وأعتقد أن هذا ينطبق عليك، بمعنى آخر أن شخصيتك تحمل بعض السمات الوسواسية القلقة، وهذا لا نعتبره مرضا، إنما هي صفة من الصفات.

وهذه الحالات تعالج من خلال أن يحسن الإنسان إدارة وقته، وإدارة الوقت لهذه الحالة لا يمكن أن تتم بصورة صحيحة، إلا إذا كتبت جداول يومية كل الأنشطة التي تودين القيام بها، ويجب أن تجبري نفسك على اتباع ما ورد في الجدول، بكل دقة، والأنشطة اليومية يجب أن تكون متعددة، فتخصصين وقتا للدراسة، ووقتا للراحة، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للتفاعل الأسري، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للعبادة وهكذا.

والهدف من تقسيم الوقت ليس الانقطاع، أو التفرغ، أو الانكباب حول الدراسة، والمذاكرة ليس كذلك على العكس تماما، الذي ينكب عن الدراسة سوف يخفق تماما، وسوف يصاب بالإجهاد النفسي ويحترق؛ لذا نحن نقول إن إدارة الوقت يجب أن تشمل كل الأنشطة الحياتية، وحتى الراحة يجب أن تكون كافية، والترفيه عن النفس يجب أن يكون موجودا، وإذا طبقت هذا الجدول، فسوف تحسين أن مشاعرك تكون أكثر إيجابية.

نقطة أخرى: أنت قلت أنه لا هدف لك في الحياة، وهذا لا يمكن أن يكون هدفك يجب أن تكون في حياة طيبة والحياة الطيبة لها آليات: وهي أن يكون الإنسان فعالا متفائلا ومشاركا يفيد الإنسان ويفيد الآخرين.

إذن ضعي نفسك في هذه الصورة الذهنية، في مخيلتك دائما وافهمي أن للحياة معنى، والمعنى يلزمنا أن نطبق الآليات والسبل التي توصلنا إلى ما نتقيه.

ثالثا: ضعي هدفا صغيرا هذا الهدف هو التخرج من الجامعة بمعدل ممتاز، وهذا ليس مستحيلا، ويمكن الوصول إليه من خلال الآليات التي ذكرنها لك.

رابعا: عليك بممارسة الأنشطة الرياضية والرياضة يجب أن تعطى وقتا خاصا؛ لأنها ضرورية، وخاصة أن لديك الميل إلى النوم والتكاسل، وهذا ناتج من عسر المزاج، وعسر المزاج يعرف أن الرياضة تساعد في علاجه تماما.

بالنسبة لموضوع كراهيتك لقراءة القرآن والصلاة، فهذا ناتج من عسر المزاج، وأرجو أن لا تسميها كراهية أبدا، وهو نوع من التكاسل، لكن تذكري أنه بذكر الله تطمئن القلوب، وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: أرحنا بها يا بلال، فالصلاة هي جوهر حياة الإنسان، وهي التي تغذي روحه، ويشعر فيها بالسعادة والهناء، ولا تدع للشيطان مجالا لك أبدا.

النقطة الأخيرة: وهي مهمة جدا يجب أن تكون لك علاقات جيدة مع من حولك من زميلاتك من البنات، خاصة الفتيات الصالحات المتميزات، وهناك حيث تكون للإنسان رفقة طيبة يحدث التآزر والدفع الإيجابي، وكوني حريصة على أن يكون لك نموذج إيجابي نحو هذا السياق، ولا شك أنك حريصة جدا أن تكون علاقتك ممتازة، مع أهل بيتك؛ لأن بر الوالدين يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات