السؤال
السلام عليكم
عمري 15 عاما, حدثت لي مشاكل كثيرة قبل عامين مما جعلني أبتعد عن الناس تدريجيا, وأكون حزينة أكثر الأوقات, وأبكي كثيرا, وبعد عام من ذلك بدأت أشعر بالموت, وأصاب بذعر شديد, وأصبحت أصاب بهذا الذعر كل فترة قصيرة, فأصبحت أفكر بالموت كثيرا, وأتساءل كل يوم هل سأموت أم لا؟
ومنذ ستة أشهر بدأت أنسى كثيرا, ولا أدرس جيدا لكن لم تنخفض علاماتي, ولا أستطيع التركيز, وبدأت أفقد الشعور بالحياة من حولي.
بعد أن أنهيت الصف التاسع بدأ إحساسي بالموت يقل, لكن تفكيري فيه زاد, وأصبحت كلما سمعت عن أحد أنه مات في مكان معين أخاف أن أذهب إليه, ولم أعد ألبس اللون الأسود.
أنا الآن في مدرسة جديدة, وزملاء جدد, ولم أستطع التأقلم معهم, وأصبحت أكره الذهاب إلى المدرسة, وانخفضت علاماتي, ولم أعد أدرس إلا قليلا جدا, وآكل كثيرا, وصرت أنسى أكثر وأكثر, حتى إني لم أعد أستطيع التذكر جيدا في المساء ما فعلته في الصباح, وعادت لي حالات الذعر منذ فترة مثل السابق, ولا أستطيع الشعور بالحياة والعالم من حولي إلا قليلا.
أفكاري لا تتوقف أبدا عن الموت, أو أي شيء يتعلق به, وصرت أفكر بأني سأموت, وأنه ليس هناك علاج لحالتي, وأني لن أستطيع أن أعود إلى طبيعتي.
أهلي لم يوافقوا أن أذهب إلى الطبيب, وذلك كان قبل أربعة أو خمسة أشهر, وفي آخر مرة طلبت منهم, لكن لم تعد لدي الشجاعة الكافية لإخبارهم والطلب منهم مجددا.
أتمنى أن تساعدوني.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيرا، حالتك بسيطة, فأنت تعانين مما نسميه بقلق الوساوس، الذي أدى إلى عدم قدرتك على التواؤم؛ مما سبب لك عسرا بسيطا في المزاج، والوساوس تأتي على شكل أفكار تخويفية في بعض الأحيان، فأنت مخاوفك هي حول الموت، والوساوس دائما على الإنسان أن يحقرها وأن يتجاهلها، وأن يواجهها بفكر مضاد، ولا يناقشها أكثر من ذلك، وأنت تعلمين -أيتها الفاضلة الكريمة- أن الأعمار بيد الله، وأن الخوف لا يزيد ولا ينقص في عمر الإنسان لحظة واحدة، وأعرف أن هذا الخوف هو خوف مرضي، وليس خوفا واقعيا.
يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك, فأنت صغيرة في السن, وعلى بداية أعتاب الحياة, وأمامك -إن شاء الله- سنوات عظيمة جدا في التحصيل الدراسي, وعليك بطاعة الوالدين, والتمتع بالمعرفة, والخلق الحسن, والتزام الدين وهو القيام بكل واجباته.
هذه كلها أسانيد قوية لتفصيل شخصيتك من خلالها، وأنا أقول لك إن في عمرك أعراض القلق والمخاوف والتوترات والوساوس, وهي أعراض عادية جدا، لكن حتى لا تفوت عليك فرصة التحسن التلقائي أرجو أن تكوني إيجابية ونشطة وتديري وقتك بصورة صحيحة, وأن تمارسي أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة.
كذلك يجب أن تكون لديك صديقات مخلصات وصالحات, فالرفقة الطيبة، والزمالة الحسنة, والخلة الراشدة؛ هي أشياء يحتاج لها الإنسان في هذه الحياة, وإن شاء الله تجدي من يعينك على أمور الدين والدنيا.
لا بد أن تحطمي الفكر السلبي الذي يدعو إلى تخذيلك من موضوع الدراسة؛ لأن الدراسة مهمة والعلم نور، وأنت تدركي هذا الشيء لذا ادفعي نفسك دفعا إيجابيا، وأنا أرى أنه من خلال ما ذكرته لك من إرشاد إذا قمت بتطبيقه سوف تتخطين -إن شاء الله- هذه المرحلة, والذي أعتبرها عابرة، ومرتبطة بالتطور التلقائي الذي يتناسق مع مرحلتك العمرية.
يمكن أيضا أن تتحدثي وتعبري لهم أنك تعانين من قلق الوساوس والمخاوف, وأنت الآن اجتهدي تماما لتتخلصي من هذه الوساوس والتوترات والمخاوف, لكن إذا تم عرضك على طبيب نفسي فهذا سيكون أيضا أفضل، وأعتقد أنك لو ذكرت لهم من هذا القبيل لن يعترضوا أبدا على ذهابك للطبيب النفسي، وأنا متفائل جدا أن حالتك سوف تتبدل إيجابيا وبصورة تلقائية, فقط عليك بالمزيد من التفاؤل والفعالية وتنظيم الوقت.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله أن يجعلك في صحة جيدة.
والله الموفق.