السؤال
السلام عليكم
لدي صديقة أحبها جدا بشكل خيالي، أعتبرها كل شيء في حياتي، هي إنسانة ملتزمة بكل شيء، تعرفت عليها عن طريق النت في المنتديات، ولنا الآن ست سنوات، ودخلنا على السنة السابعة.
المشكلة أنها إذا غابت عني يوما أو يومين أسأل عنها، ولا أتحمل فراقها، ولا أريد غيرها، ولا أريدها أن تصادق غيري! لا لأنانيتي أو غيرتي عليها لكن من حبي لها، و دائما أسميها توأمي، وهي فعلا توأمي.
أنا وأختي مرتاحتان لها جدا، حتى لو مثلا صادقت أخرى لن أحبها مثلها، وهي جدا تحبني، ولا أقدر أن أتخلى عنها، هل هذا يعتبر شيئا طبيعيا أم نفسيا؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد الله والصلاة والسلام وعلى رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك أبنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذا الاهتمام والسؤال، ويسعدنا أن نبين لك أن قلب المؤمن والمؤمنة ينبغي أن يكون أولا عامرا بحب الله تعالى، ثم علينا كذلك أن نؤسس كل المحاب على حبنا لله تبارك وتعالى، فإذا أحببنا الإنسان لا نحبه إلا لله، كما قال النبي عليه صلاة الله وسلامه، والإنسان إذا جعل القاعدة التي يبني عليها المحاب ويبني عليها العلاقات هي الإيمان بالله، والخشية من الله والخوف من الله، فإن هذا هو النجاح بعينه.
أرجو أن تعلمي أن كل أخوة في هذه الدنيا وصداقة تنقلب إلى عداوة إلا صداقة وأخوة واحدة، وهي القائمة على التقوى، قال العظيم في كتابه: { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} والصداقة الناجحة هي ما كانت لله وبالله وفي الله وعلى مراد الله.
إن أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك وهداك إلى مراشدك، فهل تتوفر هذه المعايير في هذه العلاقة؟ ومن حقنا أن نسأل، لماذا لا تصادقن أخريات؟!
كذلك: لابد أن ندرك إذا كنا نرى الصلاح في هذه الفتاة فالصالحات كثر، ولا ننصح أن تكون للفتاة أو حتى الشاب أن يكون له صديق واحد يخرج معه ويدخل معه، وإنما من المصلحة أن يكون هنالك نوع من الأصدقاء، كما أنه من المصلحة أن يكون هنالك اعتدال واتزان في هذا الأمر.
أرجو أن نستفيد في هذا مما تعمله الأندية والروابط من ضوابط في مثل هذه العلاقات، التي ينبغي أن تكون مشاعة ومعلنة، وليس فيها هذه الغيرة المذكورة، فمن حقك أن تصادقي أخريات، ومن حقها أن تصادق أخريات، طالما كانت المعايير صحيحة، والبناء للعلاقة على الصلاح والطاعة لله تعالى.
نسأل الله أن يديم بينكم الألفة، وأن تكون لله وبالله وعلى مراد الله، وأن يجعل العمود الفقري لها هو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، هذا هو المقصد الإجمالي في أي صداقة وعلاقة، أن تكون سببا في الطاعة والقرب من الله تعالى.
نسأل الله لك ولها التوفيق والسداد.