السؤال
السلام عليكم.
أعاني من مشكلة نفسية، وهي أني تعرضت يوم كان عمري 11 سنة تقريبا لحالة اغتصاب، ولم أخبر أحدا بهذا الموضوع، حتى في اليوم الذي تعرضت فيه لهذا الموضوع استطعت أن لا أخبر أمي؛ لأنني كنت مرتبكا، ولا أعرف ماذا أعرف.
المهم أن أهلي الآن يريدون أن أتزوج، ولكن المشكلة خوفي من النتائج، هل بإمكاني أن أتزوج أي أنجب أولاد، علما أنني أتمتع برجولتي وبكامل العافية، بمعنى أنني لا أمارس هذه الفاحشة اللعينة، ولكن ما يخيفني أن أكون عقيما؛ لأن لون السائل المنوي الذي أخرجه -أعزكم الله- لونه أصفر، أرجو أن تقدموا لي النصيحة ماذا أفعل؟ وهل أنا سليم؟ قد يكون سؤالي غير واضح بشكل كبير، ولكن أريد من حضراتكم إجابة شاملة لكل الاحتمالات.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الثقة بنا والكتابة إلينا.
شكرا لك على الثقة بنا والكتابة إلينا، وأدعوه تعالى أن يخفف عنك ما أنت فيه.
الامتهان الجنسي للأطفال، وخاصة الجنسي منه سواء أخذ شكل الاغتصاب أو لا، حيث هناك الجسدي من الضرب وغيره، أو النفسي والعاطفي من سوء المعاملة، من أشد أنواع الامتهان ضررا على الأطفال، سواء البنات أو الصبيان، وإن كان عند البنات أكثر حصولا.
ومع الأسف هو موجود في كل المجتمعات، وعلى نسب متفاوتة، وليس هناك مجتمع ممنع من سوء المعاملة هذه.
وإذا كان الامتهان من قبل فرد من أفراد الأسرة، أي سفاح المحارم، فالغالب أن الفاعل المعتدي هو الأب أو زوج الأم، أو الأخ، أو العم أو الخال، ومن خارج الأسرة هناك الجار أو البائع أو السائق أو الخدم أو المعلم أو المدرب الرياضي... والشيء المؤلم في الامتهان الجنسي أنه يقع من قبل الشخص المطلوب منه أصلا حماية الطفلة ورعايتها!!
ومشكلة الاعتداء الجنسي في الأسرة أنه عندما ينكشف أمره، فقد يؤدي لتفكك كامل الأسرة، وما ينتج عن ذلك من مضاعفات فردية وأسرية واجتماعية.
ويتعرض الطفل الضحية لمشاعر مختلطة متناقضة مزعجة، فمن جهة يحب عضو الأسرة، وفي نفس الوقت يكرهه على صنيعه، وكذلك هو يحب والديه إلا أنه يشعر بالغضب الشديد تجاههما لأنهما لم يحمياه من هذا الامتهان.
هناك علاقة وثيقة بين الامتهان الجنسي، وخاصة الاغتصاب، وبين السلوك الجنسي عند الضحية، سواء كان العادة السرية، أو غيرها من السلوك الجنسي، وإن كانت العادة السرية قد تنشأ، ولو لم تكن هناك قصة امتهان جنسي، إلا أن الامتهان يزيدها شدة، وبعض من تعرض للامتهان الجنسي يعانون من بعض المشكلات الزوجية والجنسية عند اقتراب الزواج، وقد يتطور الأمر عندهم ليصبح الخوف من الزواج أصلا.
ومع عدم توفر الرعاية الصحية النفسية المناسبة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فقد يعيش الضحية مع كل آلامه وحيدا لسنوات وسنوات لا يعلم أحد عن معاناته إلا الله والمعتدي، فهو يخشى أن يبوح بالأمر وما يمكن أن ينتج عن هذا على أفراد الأسرة، وخاصة مع الوصمة الاجتماعية على الضحية والمعتدي وكامل الأسرة.
وكثير من الضحايا يألفون حياة معينة، ومن دون تلقي العلاج أو الإرشاد النفسي المطلوب، ولكن بعضهم يحتاجون للعلاج النفسي المتخصص.
وأريدك أن تعرف أولا أن ما حدث ليس من صنعك، ولا دور لك فيه، وأن ما حدث جريمة لا يسأل عنها إلا مرتكبها، فأنت كنت طفلا صغيرا في 11 من العمر لا تع ما يحصل، ومن أين لك وأنت طفل أن تعليم ما يصلح وما لا يصلح! فأنت لا تتحمل أي مسؤولية عما حدث، فلا تشعر باللوم الذي قد يوحيه إليك من ليس لديه خبرة في هذا الأمر.
وطبعا ليس بالضرورة أن تحصل أي مضاعفات جنسية، وأنت مقبل على الزواج، ولكن إن ظهرت بعض الأعراض أو الصعوبات، فقد يكون لابد من العلاج أو الدعم النفسي، ولا يشير لون المني الأصفر لأي شيء مرضي، فقد يكون هذا من كثافة هذا السائل، ويمكنك القيام بفحوصات ما قبل الزواج أن تتبين طبيعة الأمر.
أنا أقترح أنك إن وجدت صعوبة في التكيف مع حياتك، وصعوبة في تجاوز ما حدث، فأنصحك بمراجعة أخصائي نفسي، حيث تتاح لك فرصة الحديث عما جرى، وتفرغ ما في نفسك من العواطف والمشاعر الكثيرة، وبشكل آمن، بدل إخراجها بشكل مرضي، ويمكن للأخصائي النفسي أن يوفر لك العلاج النفسي المطلوب، مما يعينك على تحقيق ما طلبت من أن تصبح إنسانا عاديا طبيعيا مثل الآخرين.
وللمزيد من الفائدة حول سبب أن لون المني مائل للأصفر طالع الاستشارات التالية 810 - 247389.
وفقك الله، وحفظك من أي سوء، وأعانك على تجاوز ما حدث، ويسر لك سبل النجاح والتوفيق.