لا أشعر برغبة للفراش بسبب العادة السرية فما العلاج؟

0 721

السؤال

السلام عليكم.

سامحوني لوضع سؤال كهذا, لكني مضطرة - والله العظيم - فقد كنت أمارس العادة السرية, وتزوجت منذ سنة تقريبا, لكني لا أحس بالرغبة في الفراش أبدا - كأنه برود شديد - وآخر مرة قابلت فيها زوجي قال لي: هل كنت تمارسين الاستمناء؟ فقلت له: لا, فقال لي: لا تقلقي, فبعض النساء مثلك, وأنا الآن لا ينزل مني المني, ولا أرتاح إلا بوضع إصبعه, وأنا خائفة, فأرجو المساعدة, وهل يوجد علاج لي؟

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أتفهم حرجك – يا عزيزتي - وأكبر فيك حياءك, فهي صفات جميلة تدل على شخصية راقية وحساسة تميزك.

في البدء أقول لك: إن ما تعانين منه لا يسمى برودا جنسيا, فالبرود الجنسي هو عدم التفكير, ولا وجود الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية, وما يحدث عندك يسمى (صعوبة الوصول الى الذروة), وفي مثل هذه الحالة فإن السيدة تكون راغبة في العلاقة مع زوجها, ولكنها لا تتجاوب معه, وتجد صعوبة في الوصول إلى المتعة.

ويمكن القول بأنه من الطبيعي جدا أن يحدث تغير في الرغبة الجنسية عند المرأة من حين الى آخر؛ حتى بدون وجود سبب؛ لأن طبيعة المرأة الجسدية, وتركيبتها النفسية والعاطفية, وكذلك دورة الاستجابة الجنسية عندها, تختلف كليا عن الرجل.

إن ما نسبته 50% من النساء لا يتمكن من الوصول إلى المتعة في العلاقة الجنسية مع أزواجهن, بالرغم من كونهن راغبات في ذلك.

وبالنسبة لك - ولمن اعتادت ممارسة العادة السرية - فمن المتوقع أن لا تتمكن من التجاوب مع زوجها خلال العلاقة الجنسية؛ وذلك لأن المرأة في هذه الحالة تكون قد اعتادت على طريقة معينة في إثارة نفسها, فيصعب عليها التجاوب مع زوجها بدون هذه الطريقة, وأنت تقولين: إنه يصعب عليك التجاوب من خلال الإيلاج الطبيعي, بينما يمكنك التجاوب عن طريق المداعبة بطرق أخرى, وهذا طبيعي جدا ومتوقع حتى عند من لم تمارس العادة السرية؛ لأن أكثر المناطق حساسية واستجابة عند المرأة هي مناطق خارجية في الفرج, وأهمها: (البظر, محيط فوهة المهبل الخارجية, وباطن الفخذين, والأشفار), ويمكن عن طريق مداعبة هذه المناطق فقط - وحتى بدون حدوث الإيلاج - أن يتم إيصال المرأة للمتعة الجنسية في الجماع, وبمعنى آخر: إن الإيلاج قد لا يكون ضرورة أو مطلبا لحدوث المتعة عند المرأة.

على كل حال: يجب دوما التأكد من عدم وجود سبب عضوي, أو حالة مرضية تكون هي السبب في ذلك, مثل تناول بعض الأدوية، مثل: موانع الحمل الهرمونية، أو المهدئات، أو وجود اضطراب هرموني مثل: قصور الغدة الدرقية, أو وجود ضعف في الانتصاب, أو سرعة في القذف عند الزوج, فهذه أمثلة على حالات قد تسبب نقصا في التجاوب الجنسي عند الأنثى.

وفي غياب أي سبب عضوي عند الرجل والمرأة, فإن أكثر سبب يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية, أو إلى عدم حدوث التجاوب الجنسي هو السبب النفسي.

فإن كان هنالك مشاكل عالقة بين الزوجين مثلا, أو كان هنالك سوء تفاهم, مع عدم وجود تواصل وصراحة في الحديث, فإن هذه المشاكل ستبقى مخزنة في نفس وعقل الإنسان, وستولد مشاعر سلبية عنده؛ حتى لو بدا أنه قد تجاوزها, وسينعكس هذا وبشكل غير مباشر على العلاقة الحميمة بين الزوجين - خاصة عند المرأة - ويظهر بشكل برود جنسي, أو صعوبة في الوصول إلى الذروة.

إن العلاقة الجنسية عند الإنسان هي علاقة إنسانية راقية, تتحكم فيها الحالة النفسية بشكل كبير جدا؛ لذلك فإن التواصل بكل أشكاله وصوره بين الزوجين يعتبر أمرا هاما وضروريا جدا - ليس فقط خلال العلاقة الجنسية - بل في كل الأوقات.

أنصحك باللجوء إلى حوار لطيف وودي مع زوجك, تظهرين فيه حبك له, ورغبتك في التجاوب معه خلال العلاقة, وبكل لباقة تستغلين إحدى المناسبات الزوجية لتوضحي له الطريقة التي تسعدك, وتجعلك تتجاوبين معه, ولا مانع من إرشاده إلى تلك الطريقة بإيحاءات مهذبة خلال ممارسة العلاقة, وتشجعيه عندما يصيب, وتوجهيه أكثر إن لم يصب, ويبدو أن زوجك متفهم ومتعاون, وعندما يعرف الطريقة التي تفضلينها فإنه سيحاول إرضاءك - إن شاء الله -.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك السعادة والرضا, وأن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات