السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة وعندي أربعة أطفال لكن عندي مشكلة مع زوجي وأريد منكم أن تفيدوني.
أصبح لنا أسبوع لا نتحدث مع بعضنا، تشاجرنا وكان يشتم ويبصق وأنا لم أقل شيئا ، سبب الشجار أنه كل يوم يتأخر خارج البيت إلى آخر الليل وأنا لا أعرف أين يكون، وهذا الشيء يزعجني، انصحوني ماذا أفعل؟ قلت له: سأذهب لبيت أهلي، لكن ماذا أفعل؟ هل أنا محقة أم لا؟ وكيف أحل المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك - أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، ونشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا.
ولا شك أنك أحسنت ووفقت حين صبرت على زوجك فيما فعله من إساءة إليك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، ونسأل الله تعالى أن يجعلك كذلك على الدواء.
نحن نتمنى – أيتها الكريمة – أن تكون وسائلك في معالجة هذه المشكلة – وغيرها من المشاكل – الاعتماد على ذلك العقل الراجح الذي تتمتعين به، ولا شك أن العقل يقتضي أن معالجة مثل هذه المشكلات ينبغي أن يكون بالرفق والأسلوب الحسن، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه - كما جاء في الحديث – وإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق.
ونحن على ثقة تامة – أيتها الكريمة – بأنك إذا صبرت واحتسبت أجرك عند الله تعالى، وحاولت التغلب على هذه المشكلة لدى زوجك ومحاولة علاجها بالأسلوب الأرفق والكلام اللين، نحن على ثقة أن هذا سيؤتي ثمرته، وأنت على علم بأن ظاهرة قضاء الأوقات الكثيرة بالنسبة للأزواج خارج البيوت هي ظاهرة موجودة في مجتمعك، ومن ثم فينبغي أن تبحثي عن عذر لزوجك، فإنه يتأثر بمن حوله من الأصحاب والأقارب، ولا ينبغي أن تسيئي به الظن، إن كنت تظنين أنه يتأخر لأغراض مذمومة، لا ينبغي أن تسيئي الظن به من غير شيء، فإن إساءة الظن لن تجلب لك خيرا.
ومن ثم فنصيحتنا لك - أيتها الكريمة – أن تبادري أنت بالاعتذار لزوجك، واحتسبي إقدامك على هذا الاعتذار - مع كونه هو المسيء – احتسبي أجرك عند الله تعالى، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد أخبرنا عن النساء من أهل الجنة بقوله - عليه الصلاة والسلام -: (التي إذا أذات أو أوذيت جعلت يدها في يد زوجها وقالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى) فهي تبادر بطلب رضا زوجها وطلب المسامحة منه، مع كونها هي التي أوذيت، فهو المؤذي، ومع ذلك تبادر هي بالاعتذار.
ولا شك أن وقوفك مثل هذا الموقف سيصنع أثرا بالغا في نفس زوجك، وسيقدر لك هذا الموقف، ويعترف لك بالفضل، فهذا النوع من المعالجة للموقف – أيتها الأخت الكريمة – هو الذي ينبغي أن تسلكيه، لا أن تزيدي الأمر وحشة بينك وبين زوجك، وترك البيت والذهاب إلى الأهل.
وبإمكانك بعد ذلك في غير هذه الأوقات أن تحاولي معالجة هذه الظاهرة لدى زوجك بأسلوب آخر غير ما سميته أنت بالهواش، بل بالتناصح اللين والكلام الرفيق، فتحيني الأوقات التي يكون فيها الزوج هادئ النفس خالي البال، وذكريه بما عليه من الحقوق للآخرين ممن حوله، فلأهله عليه حقوق، ولأولاده حقوق، وأن ما يبعثك إلى هذا هو حبك له وتعلقك به، وحرصك على أن يكون معك في البيت ولو بعض الوقت.
فنحو هذا الكلام الذي يدل على المحبة هو الكلام الذي سيغرس في نفس زوجك القناعة بضرورة أن يراجع حساباته وأن يعدل سيرته، وتكونين بذلك أصلحت زوجك وحافظت على بيتك، ومتنت العلاقة بينك وبين زوجك.
نسأل الله تعالى أن يجعلك دائما مفتاحا للخير مغلاقا للشر.