معاناة مع العادة السرية وغير مقتنع بأن يزوجني أبي!

0 713

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي عويصة جدا, وطويلة ومزمنة, أكتبها إليكم بعد أن ضاقت بي السبل, وحاولت الوصول إلى أي موقع استشارات كثيرا, أكتب إليكم وأنا أمنع الدموع من النزول من عيني قدر استطاعتي, وهما مشكلتان تترتب الثانية على الأولى.

أنا شاب مصري مسلم, أبلغ من العمر 22 عاما, أدرس بكلية الهندسة في عامي الذي أتمنى أن يكون الأخير, إن شاء الله, أدرس في جامعة صعبة تأخذ من وقتي في العام الواحد 10 أشهر.

مررت في أعوامي الدراسية بمراحل عدة, والمهم أن والدي -حفظه الله- هو الذي لا زال مصدر الرزق الوحيد في المنزل, يصرف على أسرتي المكونة مني أنا وأختي وهو وأمي.

مجموع المصروف علي أنا وأختي في الجامعة فقط يبلغ حوالي الـ 15 ألف جنيه مصري في العام الواحد, كمصاريف دراسية فقط.

بلغ والدي سن التقاعد منذ حوالي عام, بعد حياة عملية حافلة, ولله الحمد والمنة تربينا -ولله الحمد- على التدين الفطري, وأحسب أن والدي زرعا فينا المعنى الحقيقي للتدين والخلق, ولكن لدي مشكلتان, أبدأ بالثانية:

أنا للأسف أمارس العادة السرية بشكل دائم وبشكل شبه يومي أو كل يومين, حاولت مرارا وتكرارا الإقلاع عن هذه العادة منذ أكثر من 3 سنوات, ولكن بلا جدوى، بالرغم من أني لم أكن من ممارسيها في أول فترة البلوغ نهائيا.

كثير من أصدقائي الذين يكبرونني بعام أو في نفس سني يشرعون في الخطوبة، وبنسبة 80% آباؤهم هم الذين يجهزونهم ماديا، وبالطبع يؤثر ذلك مع ممارستي للعادة السرية على نفسيتي (ليس الحقد وإنما طلبي للزواج).

أما المشكلة الأولى وهي الأعقد في رأيي: أنني أعيش في المنزل مع أهلي, ولله الحمد والدي يعاملني أنا وأختي وأمي منذ الصغر معاملة راقية, ويحاول أن لا يرفض لنا طلبا، وبالرغم من ذلك أزهد في طلب "أغلب" الأشياء منه.

وبما أني لا أملك الوقت كي أعمل لدراستي الصعبة؛ فلا خيار أمامي سوى الزهد عن أغلب الأشياء، فلدي طبع غريب أني لا أستطيع أو أحب أو أجرؤ حتى أن أطلب أي شيء من أي أحد منذ طفولتي؛ لأن ذلك يعتبر عندي ضعفا ومذلة لا ينبغي إظهارهما لأحد حتى لو كان أبي.

فبكل أسف أريد الزواج, وكلما لمح لي أهلي من بعيد عن طريق المزاح عن الزواج يتغير وجهي, وأبدو عصبيا, وأرد رد الغاضبين, وأغلق الموضوع بأقصى سرعة.

بصراحة شديدة أظن أن أبي يجهز لي أنا وأختى بعض الماديات منذ زمن، وأعلم بعضها: مثل أنه أعطى لي سيارته القديمة, واشترى لي شقة في مكان جيد, ثم ادخار بعض من الأموال.

المشكلة هنا أنني غير مقتنع أصلا بأن والدي يزوجني، غير مقتنع بمبدأ أنه يصرف علي في أمور الزواج، ولا أنه من حقي ذلك أصلا!!

بصراحة أعلم أني أثقلت عليكم جدا, ولكني أشعر أني وكأنني أبكي في حضن أبي الآن, فبالله عليكم تقبلوا عذري, ولا تتأففوا مني.

أرجو فقط منكم حلا, ماذا أفعل خصوصا أني ما زلت طالبا, ولا أعلم فتاة لأتزوجها حتى الآن؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يوفقك في دراستك، وأن يمن عليك بتخرج مشرف ومتميز، وأن يجعلك من المتميزين بين زملائك، وأن يكتب لك مستقبلا سعيدا مشرقا، وأن يوفقك لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك –ولدي الفاضل أحمد– فإنه مما لا شك فيه أن ممارسة العادة السرية من الأمور الخطيرة جدا، التي قد تؤدي إلى التأثير السلبي الكبير على الشهوة، وقد تجعل الرجل في وضع محزن إذا تزوج، لأنه ما دام قد تعود هذه الطريقة المحرمة فإنه قد لا يأنس ولا يستريح مع زوجته بصورة دائمة.

فأنت بممارسة العادة السرية تؤثر على مستقبلك؛ ولذلك أول أمر أوصيك به إنما هو: ضرورة الإقلاع عن هذه المعصية، ولا تقل لي: (حاولت وفشلت) لأنك أنت الذي فعلتها بنفسك وبرغبتك وبإرادتك، فكما أنك أخذت قرارا في الوقوع في هذه المعصية فأنت مطالب باتخاذ قرار الإقلاع عن هذه المعصية وبدون تردد.

ولك أن تدخل على الاستشارات التي تتكلم عن آلية وكيفية التخلص من العادة السرية، ولكن الأهم من هذا كله هو القرار الداخلي، تشعر أنك في حاجة ماسة لإعادة النظر في موقفك وفي وقوعك في هذا الحرام المدمر، لأنك الآن تستنزف جسدك بكل قوة، وبلا هوادة، لو تركت نفسك الآن لعملية الاحتلام الطبيعي فإنك قد تحتلم مرة في الأسبوع أو مرتين في الشهر.

والاحتلام هو عبارة عن إخراج الماء الزائد من الجسد، أما الاستمناء والعادة السرية إنما هو إجبار الجسد على إخراج ما فيه بالقوة، وهذا قد يسبب التهابات عظيمة جدا في هذه المنطقة، ويؤدي كذلك –كما ذكرت لك– إلى أمراض من الممكن أن تتطلع عليها في استشارة أخرى تتعلق بالآثار المترتبة على هذه العادة.

فأنا أتمنى أولا أن تأخذ قرارا بالتوقف نهائيا وبلا تردد، وأن تبحث عن العوامل التي تؤدي إلى إثارتك فتقضي عليها تماما, وإذا كانت الوحدة فحاول ألا تكون وحدك قدر الاستطاعة، إذا كانت الغرفة المغلقة فاجتهد ألا تغلق باب الغرفة عليك، بل دعه مفتوحا، إذا كانت دورة المياه فاجتهد ألا تمكث فترات طويلة في دورة المياه حتى لا يستحوذ عليك الشيطان، كلما جاءتك الرغبة حاول أن تغير وضعك, وأن تهرب من شيطانك، بمعنى أن تقوم من فراشك، أو أن تدخل (مثلا) إلى الصالة، أو أن تنظر (مثلا) من الشرفة أو (البلكونة) أو تتكلم مع أحد، المهم أن تشتت فكرة الرغبة في الحرام.

وأنا واثق -إن شاء الله تعالى– أنك إن فعلت ذلك سوف يمدك الله بمدد من لدنه، وينتشلك من هذا الحرام.

ثانيا: عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله من هذا الأمر.

ثالثا: أكثر من الاستغفار والتوبة حتى يفتح الله عليك ويسددك.

رابعا: أكثر من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام– بنية الإعانة على ترك هذا الحرام.

خامسا: التزم بأذكار الصباح والمساء، لأنها حصن لك من الشيطان ومن وسوسته ووقوعك في الحرام.

فيما يتعلق بالمسألة الثانية –مسألة الزواج– فأنا أرى أنك فعلا غير موفق في قرارك هذا بعدم الرغبة في أن يزوجك والدك؛ لأن العلماء نصوا على أن من حق الولد على والده أن يزوجه ما دام قادرا على ذلك، فهذا الأمر الذي يعرضه عليك والداك إنما هو أمر طبيعي، وأتمنى أن تستغل هذه الفرصة، وأن تفضي إلى والدتك برغبتك في ذلك، وأنك كنت تستحي من والدك، ثم بعد ذلك تطلب منها –أو من أختك– البحث عن فتاة مناسبة فيها الصفات الشرعية، ولا مانع أن تكون على قدر من الجمال إضافة للجانب الشرعي الذي هو صمام الأمان، وهو أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الشاب.

إذن أقول –ولدي الكريم أحمد- : عليك بارك الله فيك بترك هذا الحياء، وأن تعلم أن الذي يعرضه عليك والدك ما دام يعرضه برغبته فلا حرج في ذلك، وأن هذا شيء من حقك الشرعي عليه، كما أنه من حقك عليه أن يصرف عليك وأن ينفق عليك أنت وأختك.

فكذلك ما دام قادرا على أن يزوجك فاستعن بالله عز وجل, ولا تفوت هذه الفرصة، وابدأ أنت ووالدتك وأختك في البحث عن زوجة صالحة، شريطة أن تكون صاحبة خلق ودين، وهذا أمر طبيعي، وأرجو أن تتغلب على مشكلة الحياء أو الخجل من هذا الموضوع؛ لأن هذا ليس في معناه ولا محل له، ما دام قد عرض عليك والدك –أو أهلك– ولو بصورة غير واضحة، استعن بالله, ولا تفوت هذه الفرصة منك كي تعف نفسك عن قريب، وتفوت على الشيطان الوقوع في المعاصي والحرام، عسى الله أن يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وأن يوسع الله رزقك بهذه الزوجة الجديدة، وأن يجعلها عونا لك على طاعته ورضاه.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات