رغم جهدي الكبير لم أوفق بدراستي فهل من حل؟

0 445

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي متعثرة بدراستي بشكل لا يتصور, فأنا أدرس -انتسابا- وعلى قد الجهد الذي بذلته لم أحصل على المعدل المطلوب.

يعني قبل اختباراتي بشهر كنت أذاكر, ويوم الاختبارات بذلت جهدا كبيرا, ما كنت أنام كثيرا, ولكن لم أحصل على النتيجة المرضية والمطلوبة بل على العكس رسبت بمادة.

والله ما أدري ماذا أعمل, فقد تعبت نفسيا, وأستغفر الله بدأت أفكر أنه تحد لأني أريد أن أكمل دراستي, وأنهي الجامعة, لكني غير قادرة, وصرت أحس أني منحوسة وملعونة, وصرت أحس أن ربي لا يحقق لي أشيائي, فأنا أدعو الله كثيرا ولكن لا يستجيب لي.

أريد منكم النصائح أو أي شيء, فقد صرت أخاف الكفر, فما الحل؟ فكل الذين حولي حصل لهم ما يريدون - ما شاء الله- إلا أنا, ولا أبالغ في ذلك, نعم -الحمد لله- ثمة أشياء أنعم الله بها علي, إلا بموضوع دراستي, فهل أصبت بعين؟

لا أعرف ماذا أعمل, أو كيف أفكر, والمشكلة أنه لا يوجد لي إخوة, نعم الوالد على قيد الحياة -الله يطول عمره ويحفظه- لكن لا بد أن أحاول على الأقل من أجل مستقبلي لأني بنت.

أعلم أني أطلت لكن لمن أفضفض؟

أتمنى أن تساعدوني, ومشكورين جدا على هذا الموقع الذي ساعد أناسا كثر.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس الهم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على التواصل المتجدد، ولاحظت من سجل أسئلتك أنك تكتبين بين الحين والآخر, ولا شك أنه أمر صعب أن تشعرين بالعزلة، ولا تجدين أحدا تفضفضين معه عما في نفسك، فهل يمكن عمل شيء في هذا الإطار؟ هل هناك صديقة مثلا ترتاحين إليها، فالحياة صعبة من دون أحد نتحدث معه عما في أنفسنا!

واضح من سؤالك هذا، ومن الأسئلة السابقة للموقع، أنك تبدين وكأنك في حاجة إلى إعادة ترتيب أولويات حياتك، ليس بمحاولة البحث عن أمر فلسفي أو شيء فكري أو نظرية تعيشين عليها، وإنما عن طريق محاولة التركيز على الأعمال والمسؤوليات التي عليك، والتي تريدين تحقيقها في حياتك, وخاصة أني شعرت من سؤالك أن لديك بعض القلق عن المستقبل، وما يمكن أن يحصل، والله يديم لك صحة والدك، وجميع أسرتك, وبعض هذا القلق طبيعي ومتفهم، ولكن علينا أن نحوله لعمل إيجابي، وليس قلقا مقعدا لنا عن العمل والنشاط.

إن كثرة البحث والتنقيب، وكثرة تغيير أهداف الحياة من شأنه أن يشوش الإنسان، ويصرفه عن تحقيق ما يريد.

فهمت من سؤالك أنك طالبة انتساب، ولا شك أن هذا يعطيك بعض الوقت للتفكير والتأمل، وهذا لا بأس به, ولكن على أن لا يكون بديلا عن العمل الهادئ والصبور، ومتابعة ما هو مطلوب منك.

لا أظنك "منحوسة" ولا أي شيء من هذا، وإنما أنت فتاة شابة تشق طريقها في هذه الحياة، وهي ليست بالطريق السهل، وبالرغم من صعوبة هذا الطريق فيمكنك أن تشعرين بالسعادة والبهجة وأنت "تكافحين" في هذه الطريق، والنجاحات لا تأتي سهلة رخيصة! وكما يقول الشاعر

أتحسب المجد تمرا أنت آكلـه لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر

ضعي رأسك في الكتاب الذي عليك دراسته، ولا تسمحي للأفكار تعترض طريقك لتصرفك عن العمل بحد ذاته.

كيف هي صلتك بالله تعالى، فإن انعدم الصديق ومن نفضفض معه، فعندنا الله تعالى فبابه مفتوح على الدوام، وعلى الأقل خمس مرات في اليوم.

أريد منك وخلال الأسبوعين القادمين أن تعدينني بالقيام بثلاثة أمور بسيطة، وأنا أضمن لك الخلاص من الكثير من الصعوبات التي تعيشينها:

الأول: أنك ستبذلين جهدا وساعات أكثر من المعتاد في الدراسة والعمل الجامعي المطلوب منك.

الثاني: أن تتصلي بصديقة لك لم تتصلي بها منذ فترة، وأن تواعديها أو تدعيها لفنجان قهوة في الخارج للقاء والدردشة.

الثالث: أن تصلي الصلوات الخمس بوقتها.

وخلال أسبوعين ستلاحظين تغيير كبيرا في نفسك، وفي حياتك.

وفقك الله، ويسر أمرك، وجعلك من المتفوقات.

مواد ذات صلة

الاستشارات