السؤال
السلام عليكم
أنا في الصف الأول ثانوي, كان لدي صديقة في الصف السادس الابتدائي, وافترقنا في المتوسطة, قابلتها ذات مرة في أحد المراكز الصيفية في الثاني متوسط, وفرحت كثيرا, وتبادلنا أرقام الهواتف, والمهم أنا صرنا نتحدث ونتبادل الهموم, وننصح بعضنا.
تعلقت فيها كثيرا, وانتظرت أن أذهب للثانوية حتى أراها ونصبح معا, وطوال العام (ثالث متوسط) وأنا أصبر نفسي, وأقول: كلها كم يوم وأصير مع شيماء, لكن لما صرنا مع بعض لم أرها مهتمة لأمري, وتعرفت على بنات من صاحباتي, وهمشتني وصارت تروح وتجيء معهن.
أنا تحطمت كثيرا, وشعرت أني بلا أصحاب ووحيدة, ودخلت في حالة اكتئاب, وصرت أنكب على الأكل بشراهة.
سؤالي هو: كيف أخفف من تعلقي بها؟ علما أنها بجانبي في الصف, وهي فلسطينية مثلي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل والكتابة إلينا.
لا شك أنه وضع صعب حيث إنك تعلقت بصديقتك، وانتظرتها طوال هذه المدة، وصبرت نفسك على هذا الانتظار، وتطلعت للقاء بها والتقارب معها، ومن ثم وجدتها غير مبالية كثيرا بقربها منك.
وهكذا هي الحياة، فيمكن للإنسان أن يتعلق بآخر، والآخر لا يبالي قليلا أو كثيرا.
كيف يمكنك الآن الاستفادة من هذه التجربة، بأن تتعودين الاعتماد على نفسك، نعم حاولي الاقتراب من الناس والتعرف عليهم، إلا أنه ليس على حساب مشاعرك وعواطفك، وهذه التجربة التي مررت بها ستقوي من عودك، وتجعلك أقوى مما أنت عليه.
كيف يمكنك تخفيف تعلقك بها؟
تصوري أن أطلب منك أن لا تفكري أو تتخيلي "الفيل الزهري اللون"!
فيا ترى ماذا خطر في ذهنك إلا الفيل الزهري اللون!
إننا عندما نفكر بأمر أو شخص معين، ونحاول أن ننساه أو أن لا نفكر به، فربما لا يخطر في بالنا إلا هذا الشخص! ولذلك فلا تبذلين جهدا كبيرا في محاولة التخلص من هذه "الصديقة" لأنك ستتعلقين بها أكثر وأكثر.
اصرفي اهتمامك لأمور حياتك من دراسة وغيرها، ومن صداقات مع العدد الأكبر من البنات والصديقات من حولك، وما هو إلا وقت قصير وستجدين نفسك وقد حررت نفسك من التعلق بهذه الفتاة.
احرصي على القيام بالأعمال والهوايات التي تحبين، استمتعي بعملك وبأوقاتك.
وفقك الله، وكتب لك الخير والفلاح.