أصبت بالبهاق وكان للعلاج منه آثار جانبية، فما العمل؟

0 573

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود الاستفسار عما أعانيه, ومعاناتي منذ مدة تقريبا حوالي ثمانية أشهر، حيث كنت أعمل في شركة وطنية كمستشارة قانونية، ومنذ أن استلمت المنصب وأنا ألقى مشاكل من زملائي في العمل, مضايقات منهم رجالا ونساء على حد سواء, علما أني -والحمد لله- محجبة, لكني كنت ألقى معاكسات من طرف العاملين معي, لدرجة أني كنت لا أذهب للعمل أحيانا, وأحيانا أخرى كنت أذهب وأنا كارهة الذهاب بسبب مضايقاتهم.

المهم في شهر أبريل من العام الماضي استيقظت على أثر وجود بقع بيضاء على فخذي الأيمن, فيه بقعة بحجم أصبع الإبهام, والآخر فيه أربع بقع بحجم أصبع السبابة بين الصغيرة والمتوسطة, وعلى مستوى الوجه كله وكأن وجهي قد سلخ.

تأثرت بما أصابني, فراجعت عدة أطباء, العام والمتخصص في أمراض الجلدية, حيث وصف لي أدوية غير متوفرة في بلادي, وتم إحضارها من فرنسا؛ لأن الدواء فرنسي الصنع.

رقيت نفسي, وأخبرني الراقي أن ما أعاني منه هو من جراء عين أصابتني, وأن علي المداومة عليها, وكنت أرتاح حقيقة بها, ولكن هاجس الوسواس كان يقتلني, حيث كنت أشعر أني في كابوس, وأني سأستيقظ منه لكنه كان حقيقة.

المهم سهل الله لي الأمور, وجلب لي الدواء, وهو عبارة عن مرهم, اسم الدواء باللغة الأجنبية: ( protopic 0,1٪).

جربت الدواء على الوجه, وبعد ستة أسابيع رأيت تحسنا في وجهي, علما أني قد توقفت عن العمل منذ إصابتي, ودخلت فترة علاجية محرجة, ظننت أن الله سبحانه غاضب مني؛ لأني كنت لا أقوم أحيانا بواجباتي الدينية في وقتها كالصلاة, مع أنه لم يكن هناك مصلى للنساء في أماكن العمل.

تحسن وجهي والفضل لله الذي أذن بالشفاء, إلا أن المناطق الأخرى المصابة لم تتجاوب مع العلاج, فعدت واستشرت الطبيب, مع أن تكاليف علاجه جدا غالية, فوصف لي دواء آخر عبارة عن عقاقير أشربها, لكن كان لها تأثير عال على جسدي, لدرجة عدم تحملها, كالشعور بالفشل في علاج كافة أطرافي, وتساقط في الشعر.

لهذا أود التواصل معكم علكم أن تفيدوني, وتكونوا خير من استشرت.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخت الكريمة: من خلال وصفك لما تعانين منه من حصول بقع بيضاء على الفخذ والوجه بدرجات مختلفة؛ فالاحتمال الأقرب لما وصفته هو البهاق (Vitiligo) بقع بيضاء نتيجة لتوقف عمل الخلايا التي تفرز مادة الميلانين التي تعطي البشرة اللون المعتاد, وأسباب حدوث ذلك كثيرة, ومن أهمها العامل الوراثي, وبعض الأمراض الداخلية, مثل السكري, والغدة الرقية, وغيرها.

أيضا من العوامل المهمة لحصول هذا المرض: العامل النفسي, والقلق, والاكتئاب, وأظن أن ما تمرين به من مشاكل في عملك ومجتمعك له دور في ذلك.

بما أنك راجعت الطبيب المختص في الأمراض الجلدية؛ فلا بد أنه أشار إلى هذه الاحتمالات, واستقصى جميع الأسباب, وعمل التحاليل المطلوبة في هذا الشأن, وبالتالي وصف لك علاج الـ (protopic Ointment ) وهذا العلاج فعال في مثل هذه الحالات, ولكنه يحتاج إلى الوقت الكافي, وأيضا هناك الأشعة قصيرة المدى: (Narrow band uvb) تعطي نتائج مباشرة, وكذلك هناك أنواع خاصة من أنواع الليزر تعالج هذه الاختلالات, والمهم هو التواصل مع مركز معترف به, وموصوف لعلاج مثل هذه الحالات.

هذا النوع من الاختلال منتشر في كثير من الأشخاص لأسبابه المختلفة التي أشرنا إليها سابقا, وكل ما هو مطلوب منك: هو الصبر والمتابعة المستمرة على العلاج, والتغذية الجيدة, والترويح عن النفس, ودعاء الله سبحانه وتعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل.
--------------------
وبالنسبة للمشاكل التي تعانين منها في العمل، نرجو منك التكرم بالكتابة إلينا مرة أخرى عنها وعن أسبابها، ولكن بالتفصيل الكافي؛ حتى يستطيع المستشار أن يرد عليك بالطريقة الصحيحة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات