كيف أستطيع أن أكون متفوقة؟

0 417

السؤال

عمري 20 سنة طالبة جامعية, بدأت أشك بقدراتي العقلية, فأنا أتعب وأذاكر منذ أيام الابتدائي, ولم أحصل قط على الدرجة التي على قدر تعبي- اللهم لا اعتراض – وقد قدر الله أن حملت مادة, وقد تعبت في مذاكرتها, وأرى صديقتي تختبر - وهي لم تختم المنهج – فتجيب عن الاختبار بينما لا أستطيع ذلك.

أقول بعض الأحيان: لماذا أنا غبية؟ وما الفرق بيني وبين بقية البنات أمثالي؟, فأنا مثلهن لي عقل, وعندي من الوقت مثل وقتهن، والذي يثبت أني غبية أن أختي الصغيرة بالابتدائي - ما شاء الله عليها, وأسأل الله أن لا يضرها – رزقها الله الذكاء, فبعض الأحيان أطلب منها أن تساعدني, وعندها قوة بديهة، وهذا الشيء يغيظني, فكيف لطفلة أصغر مني بكثير أن تكون بهذا الذكاء بينما أكون غبية؟ لا تقولوا: إني أعطي نفسي انطباعات سلبية, فقد جربت كل الطرق, وحاولت أن أقنع نفسي أني بنت ممتازة وذكية, لكن - للأسف - لم يظهر شيء, فأريد حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا كسالى أو أغبياء، أو أننا ضعاف الثقة في أنفسنا, وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلا: إن عندنا خجلا أو ترددا أو ضعفا أو ضعف ثقة في أنفسنا, فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل, وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!

لا بد لك، وقبل أي شيء آخر أن تبدئي بحب هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها - وخاصة نمط الحياة - من التغذية, والنوم, والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي بتقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

ولهذا يقول لنا الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم" فنحن مكرمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف، وكما يقال: "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أطالب الآخرين بضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها؟!

ومن الطبيعي أن يشكك الإنسان أحيانا في قدراته, وخاصة عندما يكون على وشك القيام بعمل ما، فمثلا قبل الامتحان بيوم أو يومين يبدأ يشك في إمكاناته، وتراوده فكرة عدم قدرته على اجتياز الاختبار، ويأتيه شعور وكأنه لا يعرف شيئا عن المادة التي قضى أياما طويلة في دراستها - كما هو الحال معك - فمثل هذه الشكوك طبيعية، وهي ستختفي تلقائيا مع الوقت، وخاصة إذا كنت لا تعاندين مثل هذه الأفكار.

من المحتمل أن تخف عندك مثل هذه الأفكار من تلقاء نفسها، وخاصة من خلال اقتحام المواقف التي ترتبكين فيها أو تشعرين معها بضعف الثقة في النفس.

وإذا طال الحال أو اشتدت هذه الأعراض فقد يفيد مراجعة طبيبة أو أخصائية نفسية، ممن يمكنه أن يقدم لك العلاج النفسي، أو حتى الدوائي لما تعانينه، وإن كنت أعتقد بأنك ستتمكنين من تدارك الأمر من نفسك.

وفقك الله, ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات