والدي يرفض الفتاة التي أحبها، فما الحل؟

0 370

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصتي باختصار أنني أبلغ من العمر 31 عاما, وأعمل خارج بلدي, ومشكلتي مع أبي أنني حادثته قبل 3 سنوات بأنني أريد خطبة بنت خالتي, فوافق وقمت بمحادثة خالتي من خلال أختي, ووافقوا, ولم أخطبها بشكل رسمي, ولكن اعترض أبي بعد مرور ما يقارب الشهر بأنه من المفروض أن أخطب بنت عمي؛ لأنها وحيدة, وأيضا والدتها قامت بتربيتنا بعد وفاة أمي, حيث هي أيضا خالتي, وبعد مشادات ومحاولات قمت بالتقدم للبنت فرفضت.

لكن أبي يصر على عدم خطبتي لبنت خالتي الأولى, فقمت بإدخال عدد من الوسطاء لا حصر لهم من أقاربي ولكنه رفض, وقمت بالنزول من مكان عملي لأجل هذا الموضوع, وفي النهاية استأذنته بأدب أنني أريد أن أمضي في طريقي مع بنت خالتي, وقد أذن لي وسامحني, ولكن بعد عودتي إلى عملي تفاجأت برجوعه عن رأيه, وأنه متمسك بأن أتزوج أي بنت إلا هذه البنت.

والخبر منتشر بين الأهل بأنني سأخطب هذه الفتاة, وهي تحبني, وعلى خلق ودين, وجميع الأهل يريدونني أن أتزوجها رغما عن أبي؛ لأنه لا يوجد سبب مقنع يرفض من أجله, وقد علمت منه بمحض الصدفة أن رفضه لسبب مادي, فهل أقوم بفعل ذلك؟ أم أخذل الفتاة التي انتظرتني ما يقارب 3 أعوام على أمل أن يرضى أبي؟

علما بأن العلاقة بين أبي وإخوتي ليست على ما يرام, وأصبحت كذلك معي, وإذا تنازلت عن هذه الفتاة فلن أستطيع أن أتزوج بناء على رغبته, وفي كل الحالات لن يساعدني بشيء.

أجيبوني بأسرع وقت رحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -ابننا الكريم– ونشكر لك هذا الحرص على التواصل والسؤال، ونشكر لك أيضا الحرص على مطاوعة الوالد, ومحاولة المسايرة معه, والسير معه في هذا الطريق، ونريد أن نقول: إن الزواج لا بد أن يكون عن رغبة، فإذا كانت الفتاة صاحبة دين وخلق, والوالد رضي ثم غير رأيه بعد ذلك فعليك أن تمضي في هذا السبيل, وتكمل هذه المراسيم، مع ضرورة أن تجتهد في إرضاء الوالد، حتى لو غضب منك اليوم فسيرضى غدا، ولكن تجتهد في أن تنال رضاه؛ لأن الفتاة لا ذنب لها، وما حصل من الوالد غير صحيح.

والفتاة فعلا إذا كانت قد انتظرت هذه المدة فإن الواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لابنته أو لأخته فكيف نرضاه لبنات الناس، وهذا أيضا مما يهمك عرضها فهي بنت الخالة، وهي ليست بعيدة، وأنت مشكور على استجابتك لرغبة الوالد، لكن إذا كانت التي يريدها الوالد قد رفضت إكمال المشوار معك فلا معنى لهذا التعنت الذي يحصل من الوالد الذي نسأل الله أن يهديه وأن يرزقكم رضاه.

وهذه الأمور الشرعية يرجع فيها الأمر النهائي والحكم النهائي للفتاة وللفتى، وللأسرة –للوالد– أن يتدخلوا إذا كان هناك خطر من ناحية الدين، أما إذا كانت الفتاة صاحبة خلق، صاحبة دين، ورضي بها، ثم بعد ذلك غير رأيه ورفض، وأعتقد أن هذه المرة الثانية، لأنه في المرة الأولى أيضا وافق، ثم بعد ذلك بعد أيام أمرك أن تتزوج بنت عمك –أو هكذا– ثم بعد ذلك هذه البنت هي التي رفضت، رغم أنك قدمت تنازلات وتركت الفتاة الأولى، التي هي أيضا لها صلة رحم، استجابة لرغبة الوالد.

فمن هنا نحن نعتقد أنك أديت ما عليك، مع ضرورة أن تصبر على الوالد، وأن تحسن إليه، وأن تبذل له الأموال، وأن تجتهد في إرضائه، وأن تتوجه إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلب الوالد وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، وأن تدخل وساطات وأصحاب الوجاهات؛ من أجل أن يبينوا للوالد ويسترضوا الوالد ويجعلوه يرضى عنك.

فإن فشلت كل هذه المجهودات، مع ضرورة أن تستمر وتظل دائما في الحرص على إرضائه، فأنت معذور، ولك أن تتزوج من تلك الفتاة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يرزقك رضا هذا الوالد، الذي نعتقد أنه سيرضى -إن شاء الله تعالى– عاجلا أو آجلا، لكن المهم هو أن تعامله بالحسنى وبالحرص على إرضائه، وبذل المال، وكل ما تستطيع من أجل أن تنال رضا الوالد.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات