السؤال
السلام عليكم
أنا ولله الحمد من سكان المدينة المنورة -مقيم- قبلت في الجامعة الإسلامية في كلية الشريعة, وأنجزت المستوى الأول بمعدل 3.53 من 5, وأنا اﻵن متردد بين الشريعة, وكلية الدعوة, وأصول الدين, علما بأني استخرت الله ولا زلت مترددا, فما هي نصيحتكم لي؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك أيها الابن الكريم, ونشكر لك هذا الحرص على الخير, ونهنئك على الدخول في الجامعة الإسلامية بمدينة النبي عليه الصلاة والسلام، ونسأل الله أن يزدك خيرا وتوفيقا وحرصا على الخير.
أنت -ولله الحمد- عندك تفاضلات بين خيرات متعددة, بالشريعة, وأصول الدين, والدعوة, وكلها كليات فيها من الخير ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى, ومن هنا أخي نحن نوصيك بداية أن تخلص في نيتك, وأن تصدق في عزمك وتوجهك إلى الله تعالى, وتسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح, وأن ينفع بك العباد والبلاد, وأن العبرة ليس بما يدرس الإنسان, ولكن العبرة أن يكون مخلصا لهذا الدين, ولخدمة هذه الشريعة التي شرفنا الله تعالى بها.
وإذا كان بالإمكان الانتقال من كلية إلى كلية فإن المصلحة للإنسان أن يدرس المجال الذي يجد فيه نفسه في المجال الذي يستريح, ونحن لا نؤدي فكرة الدراسة من أجل الوظيفة, ومن أجل فرصة العمل, وإن كان هذا يحقق بعض المصالح, ولكن هذا على حساب العلم, وعلى حساب المواهب التي وهبها الواهب سبحانه وتعالى.
فإذا كان بالإمكان الانتقال من كلية إلى كلية دون أن يلحقك ضرر, أو دون أن تتضرر أو تخسر وقتا من زمن دراستك؛ فلا مانع من أن تنتقل إلى الكلية التي تهواها وتجد في نفسك ميلا إليها, وإلى المواد التي تدرس فيها, وتعتقد أنك تستطيع أن تأتي فيها بالجديد والمفيد, وأن تقدم خدمات أكبر من الكلية التي تدرس فيها.
أما إذا كان هذا الانتقال لمجرد مجاملة, أو لأن فلان ذهب إليها, وليس لديك رؤية واضحة؛ فالخير لك أن تبقى في الكلية التي أنت فيها, وتحرص على أن تتفوق، فإن العبرة الآن ليست بدراسة الجامعة فقط ولكن العبرة أن يكون الإنسان متفوقا في دراسته, والعبرة بعد التفوق أن يكون الإنسان متوسعا متبحرا في طلب العلم, يغتنم فرصة الشباب, سواء كان بدراسات داخل الجامعة, أو بالجلوس بين أيدي علماء كبار من أجل أن ينتفع الإنسان من علمهم, ومن طرائقهم في تحرير المسائل, وفي نشر الفقه والعلم الشرعي.
الأمر متروك لك, إذا كنت تحتار في هذا الأمر، وإذا كان الإنسان لم يتبين له الصواب، والخير وإن كانت هذه خيرات فإن عليه أن يصلي صلاة الاستخارة, وطلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى, وليس هناك داع للانزعاج, وأرجو أن تحسم أمرك بسرعة, ولن تندم إن شاء الله في كل الأحوال, خاصة إذا تذكرت المعاني التي أشرنا إليها من الإخلاص والصدق مع الله, وتحسين النية والصدق فيها؛ لأن هذا هو مربط الفرس, وهذا هو ميزان التفاضل والنجاح في الدنيا والآخرة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.