السؤال
مللت من دون حصولي على أناس تقدرني، مللت من كوني انطوائية ولا أعطي ولا أسعد الناس، دائما أجد أناسا يكرهونني، يجعلونني أشعر أنني خبيثة، حتى المعلمات يكرهنني، أجهل لم، رغم أنني هادئة، لا أعلم لماذا لا يقدرونني؟
الكل يعاملني كأنني إنسان جماد، لأن الله لم يرزقني تلك الشخصية التي تكسبها من المجتمع؛ أنا ماذا أفعل؟ مجتمعي يكرهني جدا، ويعتقدون أنني لا أعلم ما في قلوبهم؛ لكنني أفهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا على السؤال، وعلى التواصل معنا.
إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا، بأني مثلا أتحلى بصفة معينة، أو أنني كسول أو إنسان جامد، أو ضعيف الثقة في نفسي.
وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلا أن عندنا خجل أو تردد أو ضعف أو ضعف الثقة في أنفسنا....فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل.
وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!
لا بد لك يا بنيتي، وقبل أي شيء آخر أن تبدئي "تحبي" هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!
مارسي عملك ودراستك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي بتقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.
والله تعالى يقول لنا "ولقد كرمنا بني آدم" فنحن بنيتي مكرمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف، وكما يقال "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها.
بعض الأعراض التي ذكرتها في سؤالك، مثل كره المجتمع والمعلمات لك، هي ربما من نوع هذه الأفكار التلقائية التي نحملها في رأسنا عن أنفسنا، فلا نحرر أنفسنا منها.
هل تعرضت في طفولتك لحدث أو بعض الأحداث الصادمة، مما يجعلك متوترة بعض الشيء، وغير قادرة على الاسترخاء والراحة.
وفقك الله ويسر لك الخير.