كيف أنسى من تمنيته دائماً.. أرجوكم ساعدوني!

0 494

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم على موقعكم الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة في بداية العشرين من العمر، ملتزمة –والحمد لله-، لا أتحدث إلى الشباب في الجامعة؛ أغض البصر ما أمكن، وأسعى إلى الالتزام دائما –والحمد لله-.

بدأت مشكلتي قبل 6 أشهر تقريبا، حين اقترحت علي إحدى الفتيات أن أشترك بأحد المواقع الإسلامية للزواج، اشتركت وكنت حذرة جدا في تعاملي، ولم أتواصل جديا إلا مع شاب واحد؛ لمست فيه حسن الخلق والالتزام من خلال أسئلة مبدئية.

تواصلنا عبر الموقع لمدة أسبوعين، كان الحديث رسميا وفي حدود المعلومات التي يود كل طرف أن يعرفها عن الآخر، ثم اتفقنا أن نوقف التواصل لأنه يعمل في بلد آخر، وأن نعود للتواصل قبل أسبوع عند مجيئه إجازة إلى بلدنا؛ لأن أهله أيضا في نفس بلدتي.

وفي تلك الفترة لم أحس بأي ميل تجاهه، ولكن صليت استخارة ودعوت الله إن كان فيه خير أن ييسر الأمور، وتم ذلك، وقبل مجيئه بأسبوع عاد للتواصل معي عبر الإيميل للاتفاق حول زيارة الأهل ومعرفة ما يود كل طرف معرفته، وتطرقت معه إلى نقاشات ثقافية لألمس مستواه الثقافي وبدا واضحا لي أنه على مستوى عال من الثقافة, وأخبرته أيضا بسلبياتي حتى أكون صادقة معه، وتكون الأمور واضحة قبل مجيئه إلى بيتنا، وأخبرته أنني على درجة متوسطة من الجمال، مع أنني أعتبر أكثر من المتوسط، لكن في ذلك الوقت كان الإجهاد باديا وواضحا في وجهي بسبب التوتر؛ ومع ذلك بقي مصرا ومتحمسا جدا للموضوع، وتفهم سلبياتي بطريقة رائعة.

بدأت تظهر لي أخلاقه الكريمة جدا، وبدأت أشعر بميل شديد نحوه، ثم جاء لزيارتنا مع أهله ورآني ورأيته، لكن لم أتبين ملامحه لحيائي منه حينها, لكنه بعد الزيارة أصبح مترددا، وأخبرني أنه يخشى أن لا يكون أهله مناسبين بالنسبة لأهلي، وبرر بأكثر من طريقة، وكان مترددا بين أن يقبل أو يرفض، وأخبرني أنه يخشى أن يندم على قراره إن رفض.

علما أنني أخبرته من البداية وقبل مجيئه، أن أهلي على درجة عالية جدا من الثقافة والدين، وأن مستوانا المادي جيد جدا، وهو أخبرني أن أهله بسيطون وغير متعلمين، ومستواهم المادي متوسط، ولم يشكل ذلك مشكلة قبل الزيارة سواء لدي أو لديه.

وبعد مجيئه ورغم تردده بالموضوع، تعامل معي بطريقة كريمة وخلوقة جدا، وكان طول الوقت يخشى أن يخدشني أو يجرحني بأي كلمة، أو أن يقوم بأي تصرف مخالف للشرع، وهذا ما زاد تعلقي به؛ إضافة إلى شخصيته الرائعة التي أثنى عليها والدي وإخوتي بعد الزيارة.

ولما رأيت منه التردد طلبت منه أن لا يشغل باله، وأن ننهي الموضوع، وأن لا يراسلني، مع أنني كنت قد أحببته جدا لما رأيت فيه من حسن الخلق وكرم التعامل، لكن لم أخبره أبدا بما في قلبي من مشاعر وحب شديدين تجاهه، ولم أستطع أن أكف عن التفكير به حتى هذه اللحظة، وفي كل ليلة أبكي بكاء شديدا لأنه تركني ولن يعود، ولن نكون زوجين يوما، مع أنني أؤمن أن كل شيء بتقدير الله هو خير، لكن قلبي ومشاعري محطمة.

علما أنني قبل فترة تمت خطبتي بشاب على درجة عالية جدا من الأخلاق والدين، ويشهد له كل الناس بأنه مميز، خصوصا بأخلاقه، يسير الحال، وجميل الهيئة، ولا ينقصه شيء، وأنا أحب خطيبي، ومع ذلك لا أستطيع نسيان ذلك الشاب.

أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل إن كان قلبي قد أرهقني؟ مع أنني كنت دائما قوية ولا ألين بسهولة، رغم تعرضي لمواقف كثيرة في الجامعة، لكن ذلك الشاب كان أول إنسان يدخل قلبي ومشاعري لأعرف كم هو الحب قاس إن لم يتم بالحلال، لما رأيت فيه من أخلاق كريمة جدا ومراعاة لمشاعري وحسن تفهم وغيره مما تتمناه الفتاة بزوجها، وليس لمال أو جمال أو أي شيء آخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله لك السداد والرشاد، ونشكر لك تواصلك مع الموقع، وحسن العرض للمشكلة، ونتمنى أن تتخلصي من كل الرواسب القديمة، وتقبلي على هذا الخاطب الذي جاءكم من الباب، وقابل أهلك الأحباب، ووافق عليك ووافقت عليه، ونشكر لك الثناء عليه، وهو أيضا من صفات عالية جدا من دين وأخلاق وغير ذلك كما هو واضح من خلال الاستشارة.

فاحمدي الله تبارك وتعالى الذي عوضك خيرا، واعلمي أن تلك المشاعر النبيلة التي كانت عند ذلك الشاب ستجدي مثلها -إن شاء الله- إذا أقبلت بقلبك على هذا الخاطب الذي جاء بالحلال وبالطريق الصحيح.

ورغم أنكم كنتم إلى درجة لا بأس بها، تحافظوا على قول واعد إلا أن التواصل مع الخاطب الأول من أصله، لم يكن له ما يبرر له من الناحية الشرعية، وأرجو أن تعلمي أنك بحاجة إلى اتخاذ قرار حاسم خاصة بعد تردد الشاب وأهله، فينبغي أن يغلق هذا الباب؛ لأن إمكانية الزواج غير حاصلة، والتي تفكر في شاب لا يمكن أن ترتبط به أو الذي يفكر في فتاة لا يمكن أن يرتبط بها، هذا جري وراء السراب، ولا يجري لأصحابه إلا الأتعاب، فأشغلي نفسك بالخير، وعمري قلبك بحب الله تبارك وتعالى، وانطلقي بين هذا الحب لله بحب كل ما يحبه الله من العلاقات الحلال الذي شرعه سبحانه وتعالى.

وأرجو أن تتذكري أن ذلك الشاب الذي تركك، لعل في ذلك خيرا له ولك، وذلك لأن البدايات الخاطئة قد تشوش على الإنسان في مستقبل أيامه، وننصحك بالاجتهاد في كتمان ما يحصل في نفسك، والاستعانة بالله تبارك وتعالى، ولا تظهري لخاطبك الجديد يوما من الأيام أنك خطبت، أو أنك قد تريدين كذا أو أنه حصل معك كذا، فإن هذا مما يجرح مشاعر الرجل، واجتهدي في كتمان ما حصل، وتخلصي في كل ما يربط من ذلك الشاب من نحو الإيميلات، أو ذكريات قد تكون موجودة أو مراسلات أو غيرها؛ لأن هذا مما يعينك على بلوغ العافية، والدخول إلى حياة عاطفية حلال تؤجرين فيها على كل مشاعر تجاه هذا الخاطب الذي نتمنى أن يجمع الله تبارك وتعالى بينك وبينه على الخير.

وأنت -ولله الحمد- أثنيت على الخاطب الجديد فأقبلي عليه، والإنسان ينبغي أن يحمد الله الذي عوضه بالحلال، وأغناه بالحلال عن الحرام، واجعلي هذا شكرا لله تبارك وتعالى، وأن تنتصري على نفسك، وتذكري أن ذلك الشاب كغيره من البشر لا يخلو من العيوب، وأنه يمكن أن يموت في أي لحظة، وأن لديه نقائص كسائر البشر، حاولي تركزي على هذا الجانب وليس على مجرد الإيجابيات، مع أن الإيجابيات أيضا تظهر على الحقيقة بعد الرباط الشرعي الفعلي، ولكن كل إنسان قد يجيد الكلام، وقد يكون مهذبا ومحترما لأن هذا فن يجيده كل أحد، ولكن هذه الأمور إنما تتكشف لاحقا عندما يدخل الناس في الحياة التي فيها مسؤوليات، وفيها تحمل وواجبات، وفيها أدوار لا بد أن يقيم بها كل طرف؛ عند ذلك تظهر فعلا معادن البشر.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات