هل هناك تعارض بين أدوية الإمساك ومضادات الاكتئاب؟

0 368

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ 16 عاما من الوسواس القهري ( نتف الشعر ) إضافة إلى القلق والاكتئاب حسب تشخيص الطبيب.

ومنذ أسبوع بدأت بالعلاج بالتدريج باستخدام الفافرين حبة حاليا مع دواء البرازين حبة ليلا بعد الأكل، ودواء آخر مساعد للمعدة أومبيرازول في الصباح قبل الأكل، وقد قرأت في الشبكة العنكبوتية أن استخدام مضادات الاكتئاب مع بعض أنواع من الأطعمة مثل: البرتقال قد يضعف من فاعلية الدواء أو يسبب مشاكل أخرى.

سؤالي: ما هي الأطعمة التي تتعارض مع أدويتي؟ وهل الحليب والأجبان يفسد الدواء؟ وكذلك القهوة بالهيل المركز هل تتعارض مع الدواء كونها تعتبر من المنبهات؟ وإن كان هناك تعارض مع أي نوع من الطعام فكم المدة الزمنية الواجبة علي بين الأكل وتناول الدواء؟

وأيضا أعاني من الإمساك منذ فترة طويلة قبل استخدام العلاج، هل يوجد تعارض إن تعالجت بأدوية الإمساك مع أدويتي؟

وهذا هو اقتباس من الخبر بخصوص البرتقال ومضادات الاكتئاب:
" أظهرت دراسة طبية حديثة أجرتها مجموعة من الباحثين الكنديين، أن تناول ثمرتين من الجريب فروت والبرتقال علي وجبة الإفطار، قد يكون قاتلا لبعض الأشخاص الذين يتعاطون الأدوية الموصوفة طبيا مثل مضادات الاكتئاب.

وأكد الباحثون، أن الجريب فروت والبرتقال الاشبيلي، يحتويان علي مواد كيميائية يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية التي يتعاطها العديد من الأشخاص مثل مضادات الاكتئاب".

اعتذر للإطالة، وشاكرة لكم تعاونكم الجميل، وأسأل الله القدير أن يجعله في موازين أعمالكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقبل ثلاثين عاما (تقريبا) ظهرت في بعض الدوريات العلمية أبحاث تربط ما بين الاكتئاب النفسي وبعض أنواع الأطعمة، وكان التوجه أن الإنسان إذا تناول أطعمة تحتوي على مكونات السيروتونين – وهو الموصل العصبي الذي يعتقد أن اضطرابه يؤدي إلى الاكتئاب النفسي – كان التوجه أن هذه الأطعمة تساعد في تفعيل الأدوية المضادة للاكتئاب، وربما تعجل بالشفاء من هذا المرض.

لكن الأبحاث اللاحقة أثبتت أن هذا الكلام غير دقيق وغير صحيح مائة بالمائة، وأتفق معك أيضا أنه يثار من وقت لآخر أن بعض المكونات الغذائية ربما تتعارض – بعض الشيء – مع الأدوية المضادة للاكتئاب.

في موضوع البرتقال ومضادات الاكتئاب: حقيقة سوف أقوم بالمزيد بالبحث في هذا الموضوع، حيث إن المعلومات المتوفرة لدي لا تشير إلى ذلك، ولكن البحث الذي تحدثت عنه ما دام بحثا موثقا، فلا مانع أبدا من الأخذ بما ورد فيه، وذلك بأن تتجنبي قدر المستطاع تناول (جريب فوت)، وكذلك البرتقال أو على الأقل يكون تناولها في فترات متباعدة من تناول الدواء، بمعنى: إذا تناول الإنسان الدواء لا يتناول بعده مباشرة الـ (جريب فوت) أو البرتقال، ويعطي فرصة للتمثيل الأيضي ليحدث.

هذا هو الموقف، وعموما التوازن الغذائي الصحيح ليس له مضار، وأعني بذلك أن يحرص الإنسان أن تكون الأطعمة التي يتناولها تحتوي على المكونات المعروفة من بروتين، وقليل من النشويات، والدهنيات، والأحماض الأمينية والفيتامينات، اتباع هذا المنهج أعتقد أنه هو الأفضل.

وأود أن أشير أن مركبات وأدوية الاكتئاب الحديثة تتميز معظمها بخصوصية النقاء الشديد، مثلا عقار (سبرالكس)، والذي يعرف علميا باسم (إستالوابرام) يتميز أنه نقي جدا، يعمل بخصوصية شديدة، ليست له تفاعلات سلبية حتى مع الأدوية الأخرى، ويعرف أن الأدوية تحدد فعاليتها من خلال أنزيم يعرف باسم (سيتوكروم)، فالسيتوكروم الخاص بعقار سبرالكس (مثلا) يجعله في وضع حماية كاملة من التفاعلات السلبية مع الأدوية، أو المركبات والمكونات الأخرى التي قد يتناولها الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على سؤالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات