السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني يبلغ من العمر سنتين ولا ينطق ولا بحرف واحد، وإنما يصفر فقط، إنه طفل انطوائي لا يلعب مع الأطفال في سنه، بل يلعب لوحده حيث يقوم بتكسير أواني المطبخ.
كان متعلقا بأمه فقط، أما أنا وأخته التي تكبره بست سنوات فلا يعيرنا أي اهتمام، ظننت في البداية أنه مصاب بالتوحد فقمنا بزيارة طبيبة أطفال التي أكدت لنا أنه لا يعاني منه.
سمعه طبيعي وبصره طبيعي، وحركاته طبيعية، لكنه في غالب الأحيان لا يجيبنا حين ننادي عليه! وصفت له الطبيبة دواء notroopyl لمدة ثلاثة شهور، وتحسنت تصرفاته حيث أصبح يلعب معي ويعرفني جيدا، ويمد لي يده لمصاحبته للعب خارج البيت، لكن جل اهتماماته في اللعب بأواني المطبخ، وخصوصا الملاعق والسكاكين التي يتشبث بها، تعجبه أغاني الأطفال في التلفزة، والإعلانات، وأحوال الجو ولا يعير أي اهتمام للعب مع الأطفال، وحتى مع أخته، وللإشارة فإن ابني قليل النوم أيضا.
أرجوكم أخبرونا عن مرض هذا الطفل، وسبل علاجه.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد شاوف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
أخي التقييم الصحيح للأطفال: يقوم على مرتكزات تحديد مستوى الذكاء لديه، وتحديد النضوج الاجتماعي، والتكيف الوجداني، وهذا دائما يكون مرتبطا بالعمر.
هذا الطفل -حفظه الله- أستطيع أن أقول إن تكيفه الاجتماعي ليس بالجيد؛ حيث أنه يميل إلى ما ذكرت إلى تجنب الأطفال، ومعظم لعبه في شيء من المخاشنة، ويميل للتعامل مع أواني المطبخ أكثر، وتثيره أغاني الأطفال في التلفزيون وكذلك الإعلانات، وهذا أمر جيد، هذا أمر يطمئننا لدرجة كبيرة، أن هذا الطفل؛ ربما يكون يمر بمرحلة عابرة من مراحل التطور الارتقائي للأطفال.
تكوين اللغة لا شك أنه مهم، لكن الطفل ما زال صغيرا ويعرف تماما أن الأولاد تطورت لديهم اللغة بصورة بطيئة كثيرا مما نشاهده لدى الإناث.
أخي الكريم: أعتقد أن الطفل يحتاج لمزيد من الدفع، وأن لعبه يجعله يتمازج مع الأطفال أكثر، حتى وإن كان يرفض ذلك، واللغة تكتسب من خلال إكثار الحديث معه، وملاعبته واستعمال الألعاب التعليمية البسيطة التي تناسب مرحلته العمرية.
دائما الأطفال من حيث المقدرات المعرفية لا يسهل لديهم تحديدها قبل ثلاث سنوات، لكن - يا أخي – لا شك أن التدخل المبكر دائما أحسن وأفضل، ومن هنا أنا أدعوك أن تعرض الطفل للتفاهم مع الأطفال بصورة أفضل حتى وإن كان يرفض ذلك، وأعتقد أن تقييمه بعد أن يبلغ الثالثة من عمره، ومواصلة طبيب الأطفال المختص مع الأطفال سيكون أمرا مرغوبا، وأنصح به، لا نستطيع أن نضع مسمى مرضي لهذا الطفل.
أقترح أن تقوم بتصوير مقاطع فيديو حول سلوكيات الطفل وتوضيحها، والاحتفاظ بها لمراقبة تطوره الارتقائي، وهذه المقاطع التصويرية يمكن أن تعرض على الطبيب بعد أن يصل عمره إلى الثلاث السنوات، واسأل الله تعالى حين يبلغ ذلك العمر يكون تطوره طبيعيا، ومطابقا لعمره.
أخي الكريم: كدعابة أرجو أن تطمئنك، وهي أن (انشطاين) العالم المعروف، لم يتكلم لم ينطق بكلمة إلا بعد أن بلغ عمر الخامسة؛ وحين سأل في وقت لاحق لماذا لم يتكلم، قال: أصلا لم يكن يوجد أي شيء يستحق أن أتكلم عنه في تلك المرحلة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.