نوبات هلع وقلق مع آلام جسدية

0 632

السؤال

السلام عليكم

منذ فترة وأنا متابعة جيدة لهذا الموقع الكريم، جزاكم الله خيرا علي مجهودكم الرائع، وقلت لنفسي يمكن أن يكون هذا الموقع سببا في شفائي -بإذن الله-، فأنا أرسل رسالتي إلى الدكتور محمد عبد العليم الذي أحبه في الله دون أن أعرفه أو حتى أراه، ولكني أشعر بارتياح شديد لأسلوبه وتفانيه في تقديم كل ما لديه من معلومات لمساعدة كل من يطرق بابه دون أي مقابل، فجزاه الله عنا كل خير وجعل هذا في ميزان حسناته.

أنا فتاه أبلغ من العمر 25عاما، احترت كثيرا كيف أصف معاناتي لحضرتكم، ولكني قررت أن أبدأ بالعيوب التي أراها في نفسي، ومن ثم أسرد لك ما أعانيه، منذ الصغر ولدي حساسية مفرطة، من أبسط الأشياء أبكي وأتضايق وأكتم ما أشعر به بداخلي، ولا أستطيع التغلب علي هذا الأمر إلى الآن, كثيرا ما تقول لي صديقتي أني أريد ما أرغب به أن يتم، وهذا حقيقي بالفعل، وعندما لا يحدث ما أريده أتضايق وأكتم ما بداخلي، ولكني لا أشعر أنها أنانية لأن ما أريده دائما أشياء بسيطة لا تكلف الآخرين شيئا.

بدأت معاناتي منذ 5 سنوات مع نوبات القلق والهلع التي قرأت عنها كثيرا، ومازلت تؤرقني حتى الآن، وخلال هذه الفترة أحيانا تشتد وأحيانا تختفي، أشعر بجميع الأعراض من رعشة، وبرودة الأطراف، وعرق، وزيادة ضربات القلب، والخوف من الموت والخروج وحدي، أو النوم وحدي، وكل هذه الأعراض، لكن في بدايات النوبات كانت تذهب كل هذه الأعراض بعد النوبة، أما منذ حوالي السنة شعرت بألم شديد خلف أذني اليسرى فذهبت إلي الطبيب، فقال لي: هذا التهاب في العصب الخامس، ويزداد هذا الألم مع الانفعال أو القلق والتوتر، وبالفعل كنت في هذه الفترة تحت ظرف سبب لي القلق، وطلب مني الهدوء وأن لا أنفعل، ولكنه لم يعطني دواء لهذه المشكلة، وتحسنت قليلا ولكن في شهر رمضان الماضي شعرت بصداع في نصف رأسي الأيسر مع تنميل في فروة الرأس، وتنميل في نصف وجهي الأيسر مع ألم شديد عند الحاجب الأيسر، وبعض مناطق في وجهي من الجانب نفسه، وكان هناك أيضا ألم في الفك وصعوبة في المضغ أو تحريك الطعام في الفم، وألم شديد في عضلات قدمي وذراعي اليسرى، وعندما أشعر بالصداع أشعر بعدم توازن من الناحية اليسرى، وأشعر أيضا كأن عيني اليسرى تكاد أن تخرج من مكانها، وعندما ذهبت لطبيب العيون قال لي: عينك سليمة، وذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب قال لي: هذا صداع عصبي، ولكنه لم يعطني إلا بعض المقويات فقط طالبا مني أن أهدأ ولا أنفعل.

ولكني مازلت إلى الآن أعاني من هذا الصداع والألم المستمر إلى أن أصبحت أكثر انفعاليه وأكثر خوفا، وأكثر توهما فحالتي تسوء يوما بعد يوم، خصوصا مع الألم يزداد عندي الوهم وتظهر نوبات الخوف والهلع، ولا أستطيع أن أفعل ما يساعدني علي التخلص منه، ومن فترة قريبة أشعر أحيانا عند الخلود للنوم أن هناك شيئا يخرج فجأة من دماغي وكأنها ضربة قويه من الداخل، فأشعر بنفضة أو ضربة شديدة، ويمكن أن تحدث أكثر من مرة فأقفز من نومي خائفة، وأهدئ حالي إلى أن أنام.

أقسمت عليك بالله العظيم أن تساعدني، وتنصحني ماذا علي أن أفعل؟ أريد أن تعود حياتي كما كانت، وخصوصا أني تزوجت حديثا ولا أريد أن يمل مني زوجي، أرجوك.

وأرجو من شخصك الكريم إذا نصحتني بأدوية أن تكون غير مضرة بالحمل لأنني أنوي الحمل، جزاك الله عني خيرا، وشكرا جزيلا لك، وأعتذر بشدة على طول رسالتي، ولكني على أمل أنك ستكون -بأمر الله- سببا في شفائي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء ايمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وجزاك الله على كلمات الطيبة خيرا، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنا جميعا.

لاشك أن مشاركاتكم وثقتكم في هذا الموقع تمثل سرورا حقيقيا، ودافعا إيجابيا لكل العاملين في هذا الموقع وكل المنفقين عليه، وإشعارهم بالرضى وراحة البال.

أعراضك كما أوردتها تدل على أن معظمها يتمركز حول القلق كما ذكرت وتفضلت، فإن أبعاد شخصيتك والتي تتميز بالحساسية جعلت التفاعلات الانفعالية تكون مفرطة لديك، ولذا بدأت تظهر عليك نوبات الهلع والقلق والمخاوف، والجانب الجسدي في هذه الحالة يكون دائما واضحا، ولذا تعتبر هذه الحالات نفسوجسدية، والانقباضات العضلية في أجزاء الجسم هي التي تؤدي إلى الشعور بالأعراض العضوية.

أنا أقول لك أن القلق ليس كله سيئا، على العكس تماما، القلق يعتبر دافعا وحافظا للإنسان، ولكن إذا خرج عن معدلة الصحيح السوي الطبيعي هنا قد يؤدي إلى صعوبات، أنا أريدك أن لا تضعي نفسك أبدا في خانة الفاشلين، أو الذين لا يثقون في أنفسهم، يجب أن لا يكون لديك أي خوف من الفشل بل على العكس تماما، سمات النجاح موجودة في واقعك، الزواج في حد ذاته دليل قاطع على كفاءتك وتوازنك النفسي، الذي بك بسيط -إن شاء الله تعالى-، لا تتخوفي حول المستقبل ولا تخافي من الفشل لأنك -إن شاء الله تعالى- ستكونين زوجة ناجحة، وإنسانة موفقة ومتوازنة في مشاعرك.

إذن التفكير الإيجابي المعرفي الذي يقوم على الأسس التي ذكرتها لك هي الجرعة العلاجية الصحيحة في حالتك، أنت محتاجة أيضا أن تتخلصي من هذا القلق من خلال استهلاكه إيجابيا وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، أن تجعلي لنفسك برامج ومهام يومية لتطبيقها وتنفيذها حسب الجدولة التي تناسبك، دائما الإنجاز من خلال الأفعال هو الذي يحفز الإنسان، أما الانقياد من خلال المشاعر السلبية فدائما يؤدي إلى المزيد من الإحباط.

أنا أتفق معك أنك في حاجة إلى علاج دوائي، الأدوية -الحمد لله تعالى- متوفرة وجيدة فيما يخص الحمل، أسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة، واستعمال الأدوية مع الحمل أمر غير مرغوب فيه، خاصة في مرحل تكوين الأجنة أي الأربعة أشهر الأولى، هنالك أدوية نفسية نعرف أنها سليمة لكن بالرغم من ذلك نفضل أن لا تتناول الحامل أي دواء في الفترة الأولى، سوف أصف لك أحد الأدوية المعروفة بسلامته في أثناء الحمل، لكن أريدك أن تتوقفي عن الدواء إذا حدث حمل -بإذن الله تعالى-، وتتواصلي مع طبيبة النساء، الدواء هو بروزاك والذي يعرف في مصر باسم فلوزاك، واسمه العلمي فلوكستين، فهو دواء جيد ويحسن المزاج ويزيل الهلع والتوتر، ويعتبر هو الدواء الأمثل والأسلم في الحمل، لذا وقع الاختيار عليه، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة فقط في اليوم، مدة العلاج كما ذكرت لك إذا حدث حمل يجب أن تتوقفي عن الدواء مباشرة، فترة الحمل هي دائما فترة استقرار خاصة الحمل الأول، وإذا لم يحدث حمل أعتقد أنك سوف تحتاجين إلى الدواء لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر وليس أكثر من ذلك.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجو أن تتواصلي معنا متى ما شعرت أن هنالك ضرورة ذلك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات