السؤال
عمري 23, وقد تربيت في بيت مليء بالظلم والعدوان, وكان لذلك أثر كبير في عدم اكتمال شخصيتي, فأبي متزوج من امرأتين, وأنا ابن المرأة الثانية, وكان أبي لا يحسب لأمي وأبنائها أي حساب, وكان مطيعا دائما للمرأة الأولى بشكل غير طبيعي لدرجة الخوف منها, وتنفيذ طلباتها مهما كانت, ومن هنا بدأت مأساة حياتي, وأنا الشاب حائر, وقد كنت أعيش مع أبي وزوجته وأولاده - الأكبر والأصغر مني – وكنت مضطهدا, وأعمل في خدمتهم, ولا يشكرونني على ذلك, بل – للأسف - يبصقون علي ويضربونني, وأصواتهم تتعالى علي, وكل من أراد تجربة عضلاته قام بضربي, واستعملوا معي أساليب نفسية سلبية تعمل على المدى البعيد, مثل: (لا تفضحنا أمام الناس, لا تتكلم أمام الناس, لا تأكل لا.. لا.. لا ...الخ), وكل هذا وأنا ما زلت طفلا لا يعرف يده اليمنى من اليسرى, وكبرت ودخلت المدرسة بواسطة أحد أقاربي - جزاه الله عني خيرا - وكنت في المدرسة إنسانا انطوائيا, وكنت أخاف من الدخول في المجتمع؛ لأني - وبكل صراحة - أخشى من الصوت المرتفع, وأخشى من المناقشة, وأخشى أن يقول لي أحدهم: لماذا تفعل هذا؟
ومرت السنون تلو السنين, واجتهدت في دراستي حتى أصبحت على ما أنا عليه الآن, وأنا الآن طالب في كلية طبية - والحمد لله - و لكن – للأسف – ما زلت أخشى المناقشة, وأخاف من الصوت العالي, وأميل للسكوت عند الاجتماعات, ولا أشاركهم الرأي, بالإضافة إلى أن أهلي وأصحابي يقولون: (أنت تتكلم في المنام بصوت مرتفع, وتصرخ بشدة) وأنا لا أشعر بذلك.
جزاكم الله عني وعن المسلمين خيرا.