السؤال
السلام عليكم..
الحمد لله على كل حال، أنا راضية بقضاء الله.
أنا عمري 23 عاما، متزوجة من 6 أشهر، الحمد لله حملت، واليوم الذي عملت فيه اختبار حمل وتأكدت، ونزل علي دم ذهبت للطبيبة، ونصحتني بالدوفاستون مثبت، ولكن استمر نزول الدم!
عملت تحليلا رقميا، وجدت أن هرمون الحمل ضعيف، فالطبيبة أخبرتني أن أوقف الدوفاستون المثبت، والحمل سيسقط، ومدة نزول الدم إلى الآن 10 أيام! والدم ليس كثيرا، لكن لا يقل، ولا أدري كم المدة التي يستمر فيها نزول الدم؟ مع العلم أنه دم فاتح نظيف، ليس له رائحة سيئة، ولا يشبه دم الدورة الشهرية.
هل المفترض أن أذهب للطبيبة بعد توقف الدم، للتأكد من أن كل ما في رحمي قد نزل؟ وهل أعمل سونارا مهبليا؟ الطبيبة أخبرتني أن حملي كان صغيرا، وأنني لا أحتاج لعلاج لتنظيف الرحم، ولكني قلقة كيف لي أن أعلم بأن جنيني قد نزل بالفعل؟
كنت في الأسبوع الخامس، ونسبة هرمون الحمل كانت ضعيفة، ولكن إلى الآن أشعر بأعراض الوحم كالغثيان عند الصباح، وحرارة الجسم بالليل، وتعب في صدري لدرجة أني شككت أني ما زلت حاملا، فهل هذا طبيعي؟ ومتى تختفي أعراض الحمل عندي؟
هل من المفترض أن آخذ علاج تنظيف رحم مثل الميزوتاك؟ ويقال إن بعد السقط يحدث التهابات، ولابد من مضاد حيوي، مثل الفلوموكس، فهل هذا صحيح؟
هل يمكن أن يحدث حمل سريع بعد الإجهاض؟ يأتيني نغز في المبيض اليمين، وهو ضد نغز الشهر السابق -شهر الحمل- كان يأتيني نغز في المبيض الأيسر، ولكن الآن يأتيني نغز بالمبيض الأيمن، فهل هذا يعني تبويض؟ متى يكون التبويض بعد الإجهاض؟ وبماذا تنصحوني؟
أنا -بفضل الله- التبويض سليم وكذلك شكل الرحم، ودورتي منتظمة، والطبيبة أخبرتني أنه لا يوجد مشاكل تمنع الحمل أو تسبب الإجهاض، ولكني لا أدري ما سبب إجهاضي؟ وبماذا تنصحوني لتجنب الإجهاض في حالة حدوث حمل ثان؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأتفهم قلقك وحيرتك يا عزيزتي, ولكن في البدء أحب أن أطمئنك وأقول لك: إن مجرد حدوث الحمل عندك, يعتبر أمرا مطمئنا ومبشرا -بإذن الله تعالى- حتى لو انتهى هذا الحمل بالإجهاض؛ لأن هذا يدل على أن الخصوبة عندك وعند زوجك طبيعية -والحمد لله- وسيحدث الحمل لاحقا, بإذن الله تعالى.
قبل كل شيء أود أن أقول لك بأن استمرار نزول الدم لغاية الآن, مع وجود ألم في البطن، ووجود بعض أعراض الحمل هو أمر يستدعي الحذر, ولذلك يجب التأكد وبشكل قاطع من أن الحالة عندك هي حالة إجهاض عادي؛ ولذلك فإنني أرى من الضروري جدا أن يتم عمل تصوير تلفزيوني بطني ومهبلي معا, وكذلك عمل تحليل جديد للحمل في الدم B-HCG.
إن تبين بأن التحليل قد انخفض كثيرا عن السابق أو اختفى, وإن ظهر بالتصوير بأن الرحم فارغ تماما, فهنا تكون الحالة عندك هي عبارة عن إجهاض عادي أو -وهو الغالب- حالة حمل كيميائي, أي حمل لم يصل إلى مرحلة التعشيش في الرحم, وفي مثل هذه الحالات فإن الدم سيتوقف في خلال بضعة أيام قليلة إن شاء الله, والأفضل في هذه الحالة أن يتم تناول مضاد حيوي بنوعين، كنوع من الحماية للرحم وكنوع من الاحتياط, الأول: هو فلاجيل FLAGYLحبوب 500 ملغ ثلاث مرات يوميا، مدة 5 أيام, والثاني: (كيفلكس )KEFLEX 0 حبوب عيار 500 ملغ 4 مرات في اليوم مدة 5 أيام أيضا.
إن تبين بأن تحليل الحمل قد أنخفض كثيرا أو اختفى من الدم, لكن الرحم ما يزال يحوي على أنسجة أو خثرات, فهنا يجب عمل عملية تنظيفات لإخراج هذه البقايا مع تناول المضادات الحيوية السابقة أيضا.
لكن إن بقي مستوى التحليل كما هو أو أصبح يرتفع أكثر, فهنا يجب الحذر والتأكد من عدم وجود حمل توأم أو حمل خارج الرحم, أو حدوث نشاط ورمي لخلايا الحمل السابق لا قدر الله.
إذا وكخطوة أولى وهامة جدا الآن فإنه يجب إعادة تحليل الحمل في الدم, مع تصوير تلفزيوني ثنائي مهبلي وبطني.
إن الدورة الشهرية عادة ما تنزل في خلال مدة من 4-6 أسابيع بعد الإجهاض, والإباضة قد تحدث بعد 2-3 أسابيع من الإجهاض؛ لذلك فقد يكون سبب الألم عندك هو حدوث الإباضة, لكن لا يجوز القول بهذا الكلام إلا بعد أن يتم التأكد من أن هرمون الحمل قد اختفى تماما من الدم، وأن الرحم قد أصبح فارغا.
بالطبع يمكن أن يحدث الحمل مباشرة بعد الإجهاض, وقد لا تنزل الدورة, لكن من ناحية طبية فإن الأفضل أن يتم تأجيل الحمل مدة ثلاثة أشهر, حتى يتخلص الجسم من كل آثار الحمل السابق, وحتى تنتظم الدورة, ويتم تجدد خلايا بطانة الرحم, ويمكن خلال هذه الشهور الثلاثة أن يتم استخدام طريقة العزل أو الواقي الذكري.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.