السؤال
أنا شاب عمري 27 سنة, تعرفت على فتاة بعمري, وكانت تقوم بالتلميح بحبها لي, فأحببتها بدوري, لكني لم أصارحها بذلك, وقد استخرت الله فنسيتها لفترة, ولم أعد أشعر بحبي لها, ولكن بعد ذلك أصبح حبي لها أقوى من السابق.
وجدت نفسي في حيرة, فهل أقدم على خطبتها أم لا؟ لأني أخاف أن لا تكون زوجة صالحة لي, ولأنه لم يتبين لي شيء بعد الاستخارة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبمن.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل– فأحب أن أقول لك بداية: إن النبي -صلى الله عليه وسلم– قد وضع لنا شروطا للزوجة الصالحة التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم الصادق، ألا وهي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فإذا كانت هذه الفتاة تتمتع بدين وحسن خلق، ويعرف في الدين أنها من أهل الصلاة وأنها ترتدي الحجاب الشرعي، وأن أهلها أيضا يبدو فيهم الصلاح والاستقامة، وأنها (مثلا) ليست امرأة جريئة، وأنها أيضا تحسن اختيار عباراتها، وأنها تحافظ على أداء الأركان العامة للشرع.
هذه أمور تعرف من خلال السؤال، ومن خلال أيضا المعايشة في الشارع، خاصة أنكم في بلاد من السهل أن يعرف الإنسان الفتاة باعتبار أنها تخرج، وأنها ليست في قاع بيتها لا تخرج، فمن الممكن أن يعرف الإنسان ذلك من خلال سلوكها ومن خلال مكان تواجدها سواء كان مدرسة, أو عملا, أو جامعة, أو غير ذلك.
فأنا أرى بارك الله فيك إذا كانت تتمتع بالدين والخلق فاظفر بها تربت يداك، لأن هذا أهم شيء (حقيقة) في الزوجة، فإذا كانت كذلك فأرى أن تتوكل على الله بصرف النظر عن كونك تحبها أو لا تحبها، لأن الحب هذا غالبا ليس معيارا ولا مقياسا، وفي الغالب في البيوت الإسلامية المستقيمة يأتي الحب بعد الزواج، من خلال المعاشرة الطيبة, والمعاملة بالمعروف, والإحسان إلى الزوجة وإكرامها؛ سيكسب قلبها قطعا، وكذلك من خلال قيامها بدورها كزوجة, وحرصها على زوجها, وحسن التبعل له، أيضا تكون كذلك.
فأنا أرى أن قضية الحب هذه لا علاقة لها حقيقة، ولا ينبغي أن توضع كقاعدة في الارتباط بها أو بغيرها.
فيما يتعلق بالاستخارة: أنا أقول لك وأجزم جزما بأن الاستخارة لو كانت صادقة فإن الله تبارك وتعالى سوف يرتب عليها الخير كله، ولذلك إذا كنت قد استخرت مرة أنا أقترح عليك أن تستخير مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وعاشرة، حتى تتضح لك الرؤيا؛ لأنه من خلال تجربتي الشخصية مع كثرة تكرار الاستخارة الله تبارك وتعالى يعطيك أشياء لا يمكن أن تعطى إلا بهذه الطريقة.
فأنا أرى بارك الله فيك إذا كانت صاحبة دين وخلق فهذا هو المعيار الأصلي، فاظفر بها، ثم بعد ذلك عليك الاستخارة؛ لأن هذه من السنة، والاستخارة ليس معناها أن صدرك ينشرح لها، أو في دقيقة واحدة تشعر أنك أحببتها، لا يلزم، وإنما ستجد أن الأمور صارت ميسرة، ولكن مع تكرار الاستخارة قبل أن تتقدم إليها سوف تتضح أمامك أمور -بإذن الله تعالى– لو أنفقت ملء الأرض ذهبا ما وصلت إليه.
فعليك بارك الله فيك بمراعاة الجانب الشرعي أولا، ثم عليك بالاستخارة، فإن كان فيها الجانب الشرعي الذي حثك عليه حبيبك -عليه الصلاة والسلام– وأيضا استخرت الله تعالى، فتوكل على الله، فإن كان فيها من خير فقطعا سوف يجعلها الله من نصيبك، وإن كانت على خلاف ذلك فثق وتأكد أن الله سوف يصرفها عنك ويصرفك عنها ببركة الاستخارة.
وأنا أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.