السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم جهودكم المتواصلة لخدمة الناس
عمري 14 سنة، أعاني من صعوبة في النطق أمام الناس فقط، لكن إذا كنت وحدي أتكلم بكامل الحرية والفصاحة، وهذه العقدة في لساني سببت لي الكثير من المشاكل، ولكن أنا لست قلقا منها، لأنها من الله سبحانه وتعالى، إن أراد محوها محاها، وإن أراد تركها كان ما أراد سبحانه.
من هذه المشاكل مثلا المشاركة في القسم، لا أستطيع المشاركة إلا في مادة التربية الإسلامية؛ لأن الأستاذ مرح وليس كباقي الأساتذة، وكذلك لأنه يعلل حالتي عندما أكون مع غرباء أو مثل هذه المواقف.
مع العلم أني أكون حينها متوترا، ولا آخذ الأكسجين بطريقة ممتازة، وأحس برجفة وبعض الهلع، وبعض المشاكل التي أعاني منها، لأني ذهبت للطبيب ولم أجد مشاكل في حلقي أو في حبالي الصوتية:
حساسة الأنف, اعوجاج لا أعرف معناه بالعربة الفصحى في الأنف.
لدي مرض الربو أسأل الله أن يقي الناس هذا المرض، المهم أتمنى أن ألقى عندكم حلا.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
إن ما وصفت في سؤالك حالة نفسية، نسميها عادة الارتباك أو "الرهاب الاجتماعي" وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات؛ حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة عند الحديث أمام الناس وفي بعض المناسبات، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه وتسرع ضربات القلب، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط، وكما يحدث معك.
قد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية كالتعرق والإحساس، وكأنه سيغمى عليه أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص بالإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق.
مجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.
قد تؤثر هذه الصعوبة على الشخص، بحيث قد يتجنب أماكن العمل المزدحمة، ويبقى بلا عمل أو قد يؤخر زواجه لمجرد ارتباكه من جموع الناس، وهكذا مما يؤثر على الجوانب المتعددة من حياته.
وفي معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وخاصة أيضا عند الشباب ممن هو في سنك، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدر ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.
وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاول أن لا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك؛ لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه التجمعات المجتمعية، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه الظروف الاجتماعية.
ستلاحظ من خلال زمن قصير أن الحالة بدأت تتحسن.
وبالله التوفيق.