السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، قبل سنتين تقريبا حصلت معي حادثة مرعبة، سببت لي خوفا شديدا، وبعدها بيومين جاءني ضيق شديد في التنفس لدرجة أني أحس نفسي ينقطع! وطلبوا لي الإسعاف، وذهبت إلى المستشفى، وقالوا تنفسي طبيعي، يمكن من الخوف أو الغضب.
بعد ذلك صار يأتيني الضيق بين فترة وفترة، وأكثر شيء كان يأتيني قبل الدورة الشهرية ومعها، وقبل 3 شهور وفي شهر الحج مرضت بالتهاب في الحلق، وزكام شديد، وكتمة شديدة، وبعد هذه الكتمة ضيق مستمر إلى الآن يلازمني، ولكن أحيانا يزيد لدرجة لا أستطيع الأكل ولا الكلام ولا الحركة، وأحيانا يقل.
ذهبت إلى المستشفى وعملت أشعة وتحاليل وهي:
أشعة للصدر، واتضح أنه يوجد التهاب بسيط في الشعب الهوائية، وصرف لي بخاخ symbicort لمدة 3 شهور، وتحاليل للحموضة، بينت أنها مرتفعة، وصرف لي دواء نيكسيوم وموتيليوم.
تحاليل للهرمونات بينت أن هرمون اللبن مرتفع، وصرف لي دواء لمدة شهر، واتضح أن لدي تكيسات في الرحم، وصرف لي دواء منظم الدورة الشهرية لمدة 3 شهور.
أنا الآن أكلمت جميع مدة الأدوية، ما عدا المنظم، وما زال الضيق مستمرا، ولا أعلم ما هو سببه؟ علما أني أعاني من القولون.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه الحالة من الخوف الشديد وضيق التنفس، والخوف الشديد من الموت تسمى بنوبات الهلع panic disorder وهي حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم، كما ذكرت.
هذه التجربة تؤدي إلى خلل في وظائف هرمون مهم جدا موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية، وهو هرمون السيروتينين.
إذ يتم الشعور بطريقة مفاجئة بخفقان كبير على مستوى القلب، ورغبة في التقيؤ، وإحساس شديد بالحرارة أو البرودة التي تكتسح الجسم، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد، وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه، وبأن مكروها سوف يلحق به.
نوبات الهلع هذه تتعلق أولا وأساسا بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حدث معين، كما حدث معك تماما، أو إحباط يعيشه الشخص، ولذلك يكمن العلاج في اللجوء إلى جلسات نفسية مع الطبيب النفسي، لعمل تحليل للمواقف الحياتية، وكيفية التغلب عليها، بالإضافة إلى أدوية مهمة جدا تؤخذ بشكل مستمر لمدة 6 شهور يوميا، مثل: أقراص سبراليكس cebralex 10 mg للتخفيف من حدة نوبات الهلع وتجاوزها، لأن عدم اللجوء إلى العلاج النفسي قد يؤدي إلى استمرار هذه النوبات أو في بعض الحالات إلى تطور الأمر إلى حالة من الاكتئاب والقلق النفسي.
كذلك فإن الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والذكر عموما كعوامل للتغلب على المشاكل النفسية عموما، وتحقيق التناغم الداخلي من الأهمية بمكان، يقول الله عز وجل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
البخاخات ما لم يكن هناك تاريخ مرضي للربو فإنها غير مفيدة، خصوصا إذا لم يكن هناك ضيق واضح في الشعب الهوائية مصحوبة بصفير واضح في الصدر، ولكن جلسات الأكسجين مناسبة في هذه الحالات لإعطاء الجسم كفايته من الأكسجين في حالة الخوف واضطراب التنفس.
موضوع التكيس يحتاج متابعة مع طبيب أمراض نساء، لأنه يحتاج إلى متابعة هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات المبايض، بالإضافة إلى سونار على الرحم والمبايض، خصوصا وأن وزنك أقل من الوزن القياسي.
في حالة ممارستك الرياضة بشكل احترافي فإن ذلك يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، وليس التكيس، لذلك يجب المتابعة مع الطبيب أو مستشفى متخصص، للوصول إلى التشخيص السليم.
وفقك الله لما فيه الخير.