هل يوجد دواء بديل عن دواء اللوسترال؟

0 546

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

قمت عن طريق أحد الأصدقاء بتجربة لوسترال لاعتقادي أنني أعاني من بعض الرهاب, والخجل, وقلة الثقة بالنفس, وأنا مستمر على جرعة حبة واحدة يوميا ليلا قبل النوم منذ 4 أشهر.

الحقيقة أنني أحس أني استفدت استفادة عظيمة, سواء على الصعيد النفسي, والأكثر على الصعيد العملي؛ حيث أصبحت أكثر ثقة بنفسي, ومبتكرا، ومتحدثا أكثر, لدرجة أن كل من حولي يقولون: إنني إنسان جديد تماما.

أيضا هناك نجاح منقطع النظير في العمل, وأتحدث بثقة أكبر, وبإقناع أكثر.

المشكلة أنني عانيت في البداية من أرق شديد, حتى إنني كنت أنام 4 ساعات فقط, وأحس أحيانا بثقل في جفوني، ومؤخرا هناك بعض الغثيان والدوخة.

أيضا ابتدأت أحس أنني أكثر عدائية, وأيضا أتحسر على ما مضى؛ لأنني أضعت فرصة تحقيق النجاح في أحيان متفاوتة.

سؤالي: هل يوجد بديل بحيث يكون أقل أعراضا؟ وماذا عن الاستمرار في الدواء؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا شك أن اللسترال –والذي يعرف علميا باسم سيرترالين– دواء بديع وفاعل جدا في علاج الخوف الاجتماعي، وكذلك الوسواس، كما أنه محسن جدا للمزاج, وفي حالتك الدواء أدى فعالية ممتازة، لكن ظهرت هنالك بعض الصعوبات –كما ذكرت– وهي صعوبات مهمة لا يمكننا تجاهلها.

في موضوع النوم: الإفراط في العمل يحسن النوم، لكن البعض قد يشتكي من الأرق، وفي هذه الحالة نقول لهم: تناول الدواء في فترة الصباح.

الدوخة والغثيان آثار جانبية نشاهدها في الأسبوع الأول من تناول العلاج، ومن المستغرب أنها قد حدثت لك في وقت متأخر، لذا ربما لا يكون لها أصلا علاقة بالدواء.

العرض المهم الذي لفت نظري هو أنك أصبحت أكثر ميولا للعدائية، وهذا يجعلني أفكر في أشياء كثيرة حول حالتك، وأهمها هو أنه ربما يكون لديك ما نسميه بالثنائية القطبية، أي أن لديك مخاوف, لكن لديك أيضا جانب اكتئابي، ولديك أيضا جانب انشراحي انفعالي، كان الجانب الانشراحي الانفعالي مثبطا وكامنا، وبعد أن تناولت اللسترال –ونسبة لفعاليته المعهودة في علاج الاكتئاب وتحسين المزاج– دخلت في القطب الانشراحي, والذي قد يكون انفعاليا، مما ينتج عنه عدم تحمل الآخرين والتصرفات العدائية.

أخي، أنا أرى أن أفضل طريقة للتعامل مع حالتك أن تقابل طبيبا نفسيا، هذه الحالات تحتاج للكثير من التدقيق والمتابعة اللصيقة, والوضع الأمثل هو أن تقابل الطبيب النفسي؛ لأني أرى أن اللسترال ما دام قد سبب لك شيئا من الانفعالات العدائية فيجب أن يتم التوقف عنه، وابدأ في التوقف تدريجيا، اجعلها نصف حبة يوميا، تناولها نهارا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوع (مثلا) أو أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، وأعتقد أن البدائل موجودة وكثيرة، لكن يجب أن نتحقق وبصورة واضحة هل لديك أي نوع من ثنائية القطبية؟ لأن هذا الشخيص أصبح الآن يهمنا كثيرا في الطب النفسي، حيث إن كثيرا من الحالات التي عولجت على أنها اكتئاب نفسي أو مخاوف؛ اتضح أنه يوجد عنصر ثنائية القطبية، وإذا وجد ثنائية القطبية فطريقة العلاج مختلفة تماما، يعني أن الأدوية المحسنة للمزاج قد تكون أكثر ضررا منها نفعا.

أخي الكريم، لا تنزعج أبدا مما قلته لك، نحن نحاول فقط أن نلتزم بقواعد الجودة والرصانة الطبية، لذا أوجه لك هذه النصيحة، وأرجو أن تتواصل معي متى ما رأيت ذلك ضروريا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات