السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لموقعكم هذا، وأسأل الله أن يجعل جهودكم هذه في ميزان حسناتكم.
منذ شهر أو شهرين وأنا أعاني من دوخة، ورجفة، وبرودة في الأطراف، ولقد ذهبت لأكثر من مستشفى، وقالوا بأن ضغطي جيد، وقالوا بأن الهرمونات جيدة؛ لأنه كان ينزل حليب من صدري، وكنت أشتكي من حلقي جدا، وأجريت تحاليل للغدة الدرقية، وكانت النتيجة سليمة، وقال لي الدكتور: إنني لا أشكو من شيء، فكل شيء مضبوط، وهذه تعتبر حالة نفسية، وأنت متخوفة، أو صار لك شيء، فأنت لست مريضة، فرجعت أقرأ وأصلي، وتحسنت كثيرا، ولكني أوسوس في مرض السرطان، فأنا جدا متخوفة منه، وجاء الوقت الذي يزول مرضي الأول، ولكني أصبحت أشتكي من حلقي، فعندما أبلع أشعر وكأن شيئا عالق فيه، وكأني أبلع عظمة الحنجرة، فذهبت إلى المستشفى، وقالوا: إنه التهاب، وأعطوني مضادا ولم أستخدمه، والآن أشعر وكأن في آخر لساني حبوبا صغيرة عندما أشرب الماء أو أي شيء حار، وعندما أتمضمض بماء وملح أشعر بحرارة، ولكني متخوفة منها جدا، علما بأنني أزلت اللوز، والآن ظهرت لي حبة كبيرة في الجهة اليمنى من اللوز، فما هي؟
أرجو أن تردوا علي، فأنا متخوفة من مرض السرطان جدا جدا، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنت لديك أعراض جسدية متعددة، وكلها بسيطة، ولكن لديك تخوف أساسي من مرض السرطان، وهذه الحالات نعتبرها نفسوجسدية.
موضوع نزول الحليب من الصدر، هذا لابد أن يبحث عن سببه، أنت ذكرت أن الطبيب قال لك إن كل شيء طبيعي، ولكن نزول الحليب في مثل عمرك ربما يكون ناتجا من زيادة في هرمون يسمى: (برولاكتين)، أو هرمون الحليب.
أنا أرى أن تراجعي الطبيب مرة أخرى، وطبيب الأسرة يكفي تماما، أو الطبيب الباطني، وبعد أن تتأكدي مرة أخرى من جميع الفحوصات –وأنا أعتقد أنها جميعها سليمة، ولكن موضوع نزول الحليب من الثدي لابد أن يحسم- بعد ذلك أنا أرى أنك محتاجة لدواء مضاد للمخاوف القلقية، وهنالك دواء يسمى: [سبرالكس] معروف لدى الأطباء، ودواء آخر يسمى: [لسترال]، ودواء ثالث يسمى [زيروكسات]، ويمكنك أن تتناولي دواء واحدا من هذه الأدوية، وسوف يقوم الطبيب -إن شاء الله تعالى – بوصفها لك لإزالة حالة القلق والخوف والتوتر الذي تعانين منه.
من المهم جدا أيضا أن تنظمي وقتك، وأن تصرفي انتباهك عن هذه الأعراض؛ وذلك من خلال الانخراط في أنشطة إيجابية من النوع الاجتماعي، تواصلي مع ذويك، اجتهدي في أمور المنزل والأسرة، واشتركي في الأنشطة الاجتماعية، والثقافية، وتلاوة القرآن؛ فهذا كله يصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض.
يعرف أن بعض الناس حين يكثر لديهم الفراغ، وتكون شخصياتهم ذات طابع حساس، تأتيهم هذه الأعراض المرضية التي نسميها بالنفسوجسدية، لذا فالإنسان يجب أن يخرج نفسه من هذا الحيز من خلال الأنشطة المختلفة.
ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضا سوف تكون مفيدة لك جدا؛ لأن الرياضة ستعطيك الشعور التام بأنك في وضع صحي ممتاز.
تنظيم الوقت عامة يفيد الإنسان أيضا، ويجعله أكثر انشراحا.
الأدوية التي أشرت إليها –وهي مضادة للمخاوف- هي في ذات الوقت مضادة للقلق والتوترات والاكتئاب، وأنا متأكد أن أحد الأدوية التي أشرت إليها سوف تساعدك كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.