هل يعتبر التدخين عيبا شرعيا لرفض الخاطب؟

0 404

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، تقدم لخطبتي شاب عمره 32 سنة، موظف ودخله جيد، بدأنا بالسؤال عنه، وعن أخلاقه ودينه، كانت سمعته ممتازة، والكل يشهد بحسن أخلاقه ورجولته، وأنه محافظ على الصلاة، وبار بوالدته، لكنه يدخن المعسل (الإرجيلة).

لقد أخفينا عن أبي خبر أنه يدخن المعسل، طبعا السائل الذي أرسلناه أخبر أمي بالتفاصيل هذه على أساس أن تخبر والدي ليقرر، لكننا قررنا أن لا نخبر أبي بالموضوع؛ لأنه تماما سيرفضه، أنا متخوفة جدا من ذلك، أود إخبار أبي، لكن في نفس الوقت لا أريده أن يرفض الخاطب.

للعلم لقد تقدم لخطبتي أكثر من عشرة خطاب، ولكن أهلي رفضوهم لأسباب مقنعة، وغير مقنعة.

أعلم يقينا أن ما يريده الله هو الذي سيحصل، لكني أبذل الأسباب، سؤالي: هل أخبر والدي بأن الخاطب يدخن المعسل أم أخفي ذلك؟ وهل يعتبر التدخين عيبا شرعيا لرفض الخطاب؟

أفيدوني بوركتم، فأنا في حيرة من أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

ونتمنى (حقيقة) أن يكون الوالد على اطلاع بأحوال الخاطب، والوالد هو مرجع الفتاة، وعليكم أن تنصحوا لذلك الشاب، وإن كنا لا نخفي انزعاجنا من تكرار رفض الخطاب، ويؤسفنا أنك قلت لأسباب مقنعة وغير مقنعة، وأرجو أن يكون لنا أيضا نظرة شاملة في مثل هذه الأمور، فإننا يصعب أن نجد الشاب بمواصفات صحابي مائة بالمائة، ليس فيه عيب، ليس فيه نقص، ليس في أهله خلل، وليس في خالاته، وليس في عماته مشكل، هذا الأمر قد يصعب.

ولذلك الإنسان ينبغي أن يطلب الأمور المعقولة، ولا شك أن شرب الشيشة أو الإرجيلة أو نحوها من الأمور المزعجة التي يحرمها هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، لكن لابد من معرفة حجم الارتباط بهذه المعاصي، النظر في الجوانب الأخرى: المواظبة على الصلاة، صلاة الجماعة، الحرص عليها، العلاقات الخاصة به، بره بوالديه، ما يتعلق بالتدين بطريقة شاملة.

ونفضل في مثل هذه الحالة أيضا أن يكون هناك نصح للشاب، لنعرف استعداده، هل عنده استعداد لترك هذه المعصية وترك هذا المنكر؟ هل هو من النوع الذي يسمع الكلام؟ هل البيئة التي يتناول فيها الإرجيلة أو الشيشة بيئة فيها معاصي أخرى؟ هل يرتبط بأهل المعصية في ذلك المكان؟ ولأن الأمر يحتاج لنظرة شاملة لابد أن يتدخل الرجال، وإن كان من الصعوبة إخبار الوالد مباشرة وكان في الأعمام أو في الأخوال أو في أحد المحارم أو إخوانك إنسان عاقل، ينبغي أولا أن يدرس حالة الشاب دراسة شاملة، فإن مجرد دخوله في ذلك الوسط، يشي أن مثل هذه المعاصي غالبا تجر ورائها منكرات أخرى.

فنريد أن نعرف إلى أي مدى هذا الارتباط؟ وإلى أي مدى تكرار الدخول؟ وما هي علاقته بالجالسين في ذلك المكان؟ يعني هذه أمور ينبغي أن تكون واضحة.

وأرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا ترك شيئا لله؛ عوضه الله خيرا منه، مع أننا فعلا مع رأيك ألا نستعجل رفض كل خاطب لسبب كبر أم صغر إلا بعد دراسة الحالة، والنظر في عواقب الأمور، وتأمل أيضا البدائل المتاحة، فإن الإنسان يعرف بيئته، فقد تكون هناك بعض البيئات والفرص المتاحة، فبعض الناس لا يقبل إلا من جنسيات معينة، إلا من قبائل معينة، إلا من مكان معين، فعندما ينظر الإنسان في هذه البيئة المتاحة لا يكاد يجد إلا أعور، لا يكاد يجد إلا أعرج، لا يكاد يجد إلا إنسانا فيه شيء من النقص والخلل، ونحن أيضا كبشر – ونساء أيضا – فينا ذلك النقص، ولذلك الإنسان لابد أن يسدد ويقارب.

أركز على الأمور الأساسية: سلامة العقيدة، المواظبة على الصلاة، بر الوالدين، العلاقات الخاصة، ابتعاده عما حرم الله تبارك وتعالى، عفة لسانه، قدرته على تحمل المسؤولية، نعتقد هذه الأمور أمور أساسية، وما سوى ذلك من الأمور نفضل - إذا كانت مثل الحالة المذكورة – أن يسبقها حوار ومناقشة وتصل رسائل لهذا الشاب أن الناس يقبلون به وأن مثله – ما شاء الله – يرغب فيه، وأنه على خير، لكن حبذا وحبذا، بحيث نشير على جوانب النقص والخلل التي تزعجنا وتشوش علينا.

والطريقة التي ينقل بها الخبر للوالد أيضا لها أثر في إقناع الوالد، أو عدم إقناعه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات