حينما تكون زوجتي متعالية، كيف أتعامل معها؟

0 609

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل إليكم هذه الشكوى، وآنا آمل منكم إبداء الرأي العاقل الصائب بعيدا عن العواطف، والحث على الصبر، والضلع الأعوج، و.. و..، فقد قرأت في موقعكم ما يكفي.

أنا متزوج منذ 3 سنوات، وقد رزقنا الله بابن جميل أكمل سنته الأولى قبل أيام، عمري 28 عاما، وعمر زوجتي 23.

مشاكلي مع زوجتي كثيرة، بدأت منذ شهرنا الأول! هي مراهقة تعشق التحكم والسيطرة على كل شيء، ومن أتفه اختلاف في الآراء تتصل بأبيها وأمها شاكية وباكية من زوجها المقرف! فهي تعاملني ووالدي ووالدتي باستعلاء وكبر شديدين.

قبل أشهر افتعلت مشكلة مع والدتي حينما تجاهلتها عمدا في أحد الأفراح، وحينما عاتبتها والدتي في البيت على تصرفها أصرت ألا تبقى في بيتنا لحظة واحدة لولا تهدئة أبيها لها وإلزامه إياها بالبقاء في بيت زوجها، وبدأت القطيعة بين زوجتي ووالدتي، وقد حاول والداي إنهاء هذا الإشكال السخيف أكثر من مرة إلا إنها ما تفتأ تواجههم بالتعنت والصلف، وقد كان هذا لا يعجبني منها أبدا، فأنا قد أتفهم استكبارها علي، لكن ما لا أرضاه أبدا أن أراها تحرص على إهانة والدي أمام القريب والبعيد، لكني كنت أكظم غيظي، وأؤجل تدخلي.

قبل أيام فكرت بمخاطبتها بكل حب وأدب في أن تنهي ما بينها وما بين والدتي، وذكرت لها إنني لن أهنأ بحياتي معها طالما استمر خلافهما، وقبل أن أنهي حديثي ثارت في وجهي، وكأنما صلحها مع والدتي سيحط من قدرها! ورددت عبارات من نوع: (حسبي الله عليكم، اتركوني في حالي، لماذا تبحث عن المشاكل، الله ينتقم منكم) ثم اتجهت لجوالها كعادتها شاكية لأهلها مني ومن أهلي، وللمرة الأولى أكتشف أن من يحاول الإصلاح يبحث عن المشاكل، وهنا سقط كل ما كان في قلبي تجاهها، والعمر قصير، أقصر من أن يضيع في مشاكل مع مراهقة لا تعرف حق كبير ولا صغير فضلا عن حق زوج.

أفكر كثيرا في طلاقها، وما يجعلني أؤخر هذه الخطوة هو مستقبل ابني الحبيب، وإلا فهي من الأمراض التي لا يرجى برؤها، نسأل الله لنا ولكم العافية.

أخيرا: ما ذكرته لكم من طباعها هو غيض من فيض، وإلا فكربي منها عظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه، وبعد:

إنا نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.

أنت على حق -أخي الكريم- فإن هذا الذي يصير منها – كما ذكرت – من الأمور التي يصعب الصبر عليها، ولكننا نحاول دائما في مثل هذه الأحوال أن ننظر للموضوع نظرة شاملة، لنسأل أولا عن أسباب هذا التوتر الذي حصل، وكنا نريد تفاصيل أكثر في المواقف التي حصلت، ومنذ متى بدأت هذه الإشكالات؟ ثم ما هي إيجابيات هذه الزوجة؟ كيف تعرفت عليها؟ ما هي وجهة نظر أهلها في الذي يحدث؟ ماذا يقول الوالد وماذا تقول الوالدة عن هذه المشاكل التي تحدث؟ وهل نستطيع أن نقول إن هذا التغير حدث لأنك أصبحت لا تهتم بأهلك كما كنت قبل الزواج؟ وهل نستطيع أيضا أن نقول إن هذا التوتر حصل لأن هناك مواقف فعلية حصلت من قبل أهلك تجاهها؟ وهل نستطيع أن نقول إن هذه المواقف حصلت لأن في أخلاق هذه الزوجة سوءا؟

نحن نريد أن نعيش معك، وننظر للأمر نظرة شاملة، وإذا كنت لا تريد أن نتكلم عن العموميات فنحن أيضا نطالب بمزيد من التفاصيل عما ذكرنا.

الأمر الأول: الطريقة التي تم بها الزواج.
الأمر الثاني: إيجابيات هذه الزوجة.
الأمر الثالث: تاريخ هذه المشاكل وبدايات هذه المشاكل.
الأمر الرابع: دورك أنت في التعامل مع المشكلات لما تحصل.
الأمر الخامس: ماذا يريد منك الوالد وماذا تريد الوالدة منك الآن؟ وما تفسيرهم لهذه المواقف التي حصلت؟
الأمر السادس: ما هو موقف أسرة هذه المرأة؟ وهل سمعوا عن المشاكل التي حدثت من بنتهم كما تعرضها الآن أم هي التي تشتكي وأنت تسكت ولا تعرض المشكلة عرضا صحيحا على أهلها وذويها؟
الأمر السابع: هل حاولت أن تكلمها في أن التواصل مع أهلها بهذه الطريقة يعقد المشاكل ولا يحلها وتطلب منها أن تكون دائما الحلول بينكما في داخل البيت؟

إننا نطالب بعكس الصورة كاملة، وعرض أسباب هذه المشاكل التي حصلت، فإن إعراضها عن الوالدة له ما قبله، لماذا تعرض عن الوالدة؟ هذه أمور نريد أن تصلنا الحقائق كاملة حولها؛ لننظر في الأمر نظرة شاملة، ثم بعد ذلك نفكر سويا في هذا الأمر.

هذه الزوجة ما هي الإيجابيات التي عندها؟ ومع أن النقص متوقع في المرأة، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) سمعنا بعضا ما تكره، فأسمعنا بعض ما تحب من صفاتها ومن مواقفها، من علاقتها بربها، من محافظتها على صلاتها، نريد أن نرى الصورة كاملة، فإن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره، فأعطني تصورا كاملا لنشترك جميعا في الوصول إلى الإجابة الصحيحة، التي يكون فيها الخير والمصلحة.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونوصيك ببر والديك والاهتمام بهما، والحرص عليهما، فإن الإنسان يجد زوجة وزوجات، لكنه لن يجد أبا ولن يجد أما سوى هذا الوالد، وسوى هذه الوالدة، الذين نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على برهما وطاعتهما، ونريد أيضا نذكرك بأن الشريعة التي أمرتك ببر الوالدة والوالد هي الشريعة التي نهتك على ظلم هذه الزوجة، فاحرص على أن تقيم العدل والمنهج الحق.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات