السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في ثالث ثانوي، عمري 17 سنة، في الحقيقة لدي مشكلة، وأعلم أنني سأجد الحل عندكم -بإذن الله-، مشكلتي التي أتعبتني هي أنني عندما أكون عند الناس أشعر أنني لا أستطيع الكلام، وإن تكلمت أتلعثم، ولا أعرف كيف أشرح لهم موضوعا أو أي شيء، حديثي دوما لا يطول عن دقائق معدودة، أكره الكلام عند الناس، وأشعر وكأن لساني يصبح ثقيلا عندهم، فمثلا صديقاتي اللواتي كل يوم أراهن، أشعر بثقل لساني على الكلام، وعدم استطاعتي على الشرح، مع ان الكلام ممتلئ برأسي، فأضيق وقتها، ولا أجد حلا سوى الصمت، والصمت فقط، مع أنني في حين محادثتي مع الناس في الكتابة والرسائل أستطيع أن أظهر أنا التي أريدها، والجميع لاحظ هذا التغير، صديقاتي يستغربن مني، يقولن نريدك كالتي في الرسائل؛ لأنني أصبح فيها أجرأ، أتكلم بكل حرية، وحتى لو أحدهم شكى لي عن مشكلة في الرسائل أساعده بكل الحلول، وأفكر وأقترح، أما إذا كنت أمامه شخصيا يصعب كثيرا علي الكلام، لدرجة أنني أحيانا أريد أن أصرخ وأبكي، أشعر وكأن بلساني ربطة عقدت بإحكام!!
بعدها وجهت طريقتي للتعبير عما يخالج نفسي عن طريق الكتابة، سواء شبه مقالات أو خواطر في مذكرتي، وأشعر بعدها بالراحة، ولكنه ليس حلا صحيحا، أني أفضيت عما بداخلي، ولكن ماذا أفعل أمام الناس، أغلبهم ينظرون إلي نظرة أخرى، نظرة أمقتها حقا، وحتى أن من حولي أصبحوا يملون من كلامي الغير مفهوم، فألجأ كالعادة للصمت، أظن أن هذا السبب من أهلي الذين لا يحدثونني في صغري، ولم يعلموني أساليب الحديث، وأنا البنت الكبرى، فليس لدي بنات خال أو خالة وما إلى ذلك، كي أعرف طلاقة الحديث، هكذا أنا تربيت على الصمت، وهاأنا أحاول أن أزيد من ثقافتي، أصبحت أقرأ وأبحث، ولكن ما فائدة كل هذا ما دمت على عقدة الصمت والعجز عن الكلام!!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أنت محتاجة فقط للمزيد من الثقة في نفسك، وأعتقد أن الإشكالية الرئيسية هي أنك قلقة أكثر مما يجب، وأنا متأكد أن مقدراتك أفضل مما تتصورين وأفضل مما تتخيلين، لديك شيء من الخوف الاجتماعي، لذا يعطيك هذا الشعور بأنك لا تستطيعين المواجهات أو التفاعل الاجتماعي المفيد، غيري هذه المفاهيم تماما، ويجب أن تكون لديك ثقة في نفسك، وأنا أود أن أذكرك أنه لا أحد يقوم بمراقبة أدائك، هذا التلعثم وعدم القدرة على الكلام أتاك فقط من التردد ومن عدم الثقة في ذاتك، ليس لأن الآخرين يقومون بمراقبتك، أو هنالك أحد يريد أن يستهزئ بك أو يسخر منك. إذن غيري هذه المفاهيم تغييرا كاملا.
ثانيا: يمكنك أن تقومي بتطبيق برامج يومية، اقرئي فيها بصوت عال، ثم قومي بارتجال موضوع معين، وسجليه في نفس الوقت، وبعد ذلك استمعي للمادة التي قمت بتسجيلها.
المرحلة الثانية من هذا التمرين السلوكي هي: أن تتصوري أنك تخاطبين مجموعة من الفتيات في الفصل (مثلا) أو في أي نشاط طلابي، وقومي أيضا بتسجيل الكلمة التي سوف تقومين بإلقائها أمام الجمع من الطالبات والمعلمات واستمعي إلى ما قمت بتسجيله، هذه تمارين إذا أخذتها بجدية وطبقتها باستمرار سوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدا.
التمرين الثالث يعتمد على أن تقومي بتحضير ثلاثة مواضيع صغيرة يوميا، مواضيع عامة، مواضيع دينية، مواضيع في الأدب، الاجتماع، كلام حول المناخ، أي شيء من هذا القبيل، وتحيني ثلاث فرص للتحدث في هذه المواضيع، مثلا موضوع تتطرقي لمناقشته مع أسرتك، موضوع آخر مع صديقتك، وموضوع ثالث مع مجموعة من الطالبات.
الإنسان حين يكون ملما وقارئا ومطلعا ومجيدا من حيث المعرفة يستطيع أن يخاطب الآخرين بكل سهولة، فأنت قومي بإعداد هذه المواضيع الثلاثة يوميا – كما ذكرت لك – مواضيع قصيرة، لكن كوني ملمة ومجيدة في معرفة الحقائق، ويمكنك أن تقومي أيضا بعملية تعريض في الخيال، تتصوري أنك تحاوري وتناقشي الشخص الذي سوف تناقشيه في هذا الموضوع، وهذا سوف يسهل عليك التطبيق كثيرا.
النقطة العلاجية الرابعة: أنا (حقيقة) أشجعك أن تذهبي في وقتك الخاص إلى مراكز تحفيظ القرآن، حتى ولو مرة واحدة في الأسبوع، هنالك سوف تجدين من يساعدك في نطق الحروف، في مخارجها، وهذا يسهل عليك كثيرا الانطلاقة القوية والقدرة على الكلام بفصاحة.
النقطة الأخيرة هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء تقلل من القلق ومن التوتر، كما أن الإنسان حين يتعود ويتعلم أن يربط التنفس بالكلام – خاصة الشهيق – هذا يساعد كثيرا على طلاقة اللسان، ومنع التلعثم. ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لها، وتطلعي على التفاصيل فيها وتطبقيها، وسوف تساعدك كثيرا - إن شاء الله تعالى - .
أنت لست في حاجة لعلاج دوائي أبدا، موضوعك بسيط، وأرجو أن تتبعي الخطوات التي ذكرتها لك بجدية، وتطبقيها بإتقان، وسوف تفيدك - إن شاء الله تعالى - .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.