السؤال
السلام عليكم
والدتي عمرها 58 عاما، تعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري، وتتعاطى أدويتهما بانتظام، عاودتها العادة الشهرية بعد 17 سنة من الانقطاع! ذهبت إلى طبيب عام فقال لها إنه نزيف من الرحم، ولا داعي للخوف، وأعطاها بعض الأدوية، وقال لها: تعود بعد أسبوع، لكن نحن لم نطمئن، خاصة وأنها عانت قبل عامين من وجود حبة في المهبل، غير أنها اختفت بعد علاج أخذته على يد الطبيب العام نفسه الذي ذكرته.
هل هذه فعلا دم حيض؟ لأن جدتي من أمي عاشت نفس الحالة بعد سن الخمسين! هل هذا الدم هو نزيف؟ خاصة أن والدتي تناولت دواء البنسلين للكحة قبلها بأيام ورجحنا أنه السبب، وفي الحالتين نريد الإجابة بالتفصيل.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى حدوث النزيف من الرحم بعد انقطاع الطمث لفترة طويلة، وعلى كل حال لا يعتبر الدم النازل دم دورة شهرية.
من بين الأسباب التي تؤدي إلى هذا النزيف هو ما يعرف بال polyp أو (النتوء اللحمي) الموجود في عنق الرحم أو الرحم نفسه، وهذا النتوء يحتوي على شعيرات دموية، ويتعرض للنزف في أي وقت.
السبب الثاني: هو نحالة أو جفاف بطانة الرحم بسبب نقص هرمون الإستروجين، مما يعرض الأوعية الدموية في الرحم للنزف.
السبب الثالث هو: عكس السبب الثاني، وهو زيادة سمك بطانة الرحم عن المعدل الطبيعي، وهذا أيضا يؤدي إلى النزف.
السبب الرابع هو: تعرض الرحم والحوض للالتهابات المزمنة، أو من تأثير الهرمونات التي تؤخذ لعلاج أعراض انقطاع سبب الطمث الباقي.
السبب الذي يجب عدم نسيانه هو احتمال وجود أورام في هذه السن أدت إلى النزيف، والمهم هو التشخيص السليم لمعرفة السبب الذي أدى إلى النزيف، وذلك عن طريق عمل سونار على الرحم، وأخذ عينة أو خزعة من بطانة الرحم، وعنق الرحم وعمل تصوير وعمل عملية توسيع، وكحت علاجي وتشخيصي، وذلك بإرسال عينة من الكحت إلى المختبر.
العلاج يعتمد على سبب النزيف، (فالنتوء) يتم إزالته جراحيا، وجفاف بطانة الرحم بالهرمونات وزيادة سمك بطانة الرحم بالهرمونات أو بإزالة البطانة جراحيا، والأورام لها طبيعة خاصة، ويحدد الجراح ما يجب عمله في الجراحة إذا ثبت -لا قدر الله- وجودها.
وفقكم الله لما فيه الخير.