السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة, أعاني من اكتئاب وضيقة, ومن كثرة نسيان, ومن بعض السرحان, واختلاف في المزاج, والغضب من أتفه الأسباب, وخصوصا مع أولادي, وأكره الاجتماعات, خصوصا مع الذين لا أعرفهم.
كما أعاني من الوساوس, ومن التفكير السلبي في الأشياء قبل وقوعها, وبعض حالات الخوف مما يسبب لي آلاما وانتفاخات في البطن.
بعد القراءة في موقعكم الناجح قررت أخذ البروزاك, حبة لمدة أسبوع, ثم حبتين لمدة شهر, ثم ثلاث حبات لمدة 3 أشهر بدون أي نتائج, وقررت أخذ الفافرين 50 مج, وكانت النتائج مذهلة, فقد ابتسمت لي الحياة, وذهب الخمول والكسل الملازم لي.
قررت بعد ستة أيام أن أرفع الجرعة إلى حبتين حتى أقضي على الحالة نهائيا, ولكن كانت المفاجأة بأن انتكست حالتي إلى ما هي عليه, استمررت لمدة أسبوعين بدون فائدة, ثم رجعت إلى حبة طلبا للنفع الأول, ولمدة أسبوعين بدون فائدة.
والآن ذهبت إلى الصيدلية لأخذ سبرالكس, وبدأت 5 مج, ولم أجد إلا الدوجماتيل كدواء داعم.
فأرجو أن تشرح لي مدة الاستخدام, والجرعة الصحيحة للعلاجين؛ لأني سمعت أن الدوجماتيل يؤدي إلى رفع هرمون الحليب؛ مما يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية حتى عند الرجال, مع العلم أني مهتم بالرياضة.
ساعدوني جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي، أنت تعاني من القلق الاكتئابي الوسواسي، وهذه المكونات الثلاثة، كثيرا ما يترافق بعضها مع بعض، وهذه الحالات تعتبر بسيطة جدا، وأنا أريدك قبل التحدث عن العلاج الدوائي أن تبحث عن الأسباب, فإذا كانت هناك أسباب هي التي أدت إلى هذه الضيقة والسرحان, واضطراب المزاج؛ فحاول أن تزيل هذه الأسباب بقدر ما تستطيع، وإن لم تستطع إزالتها, أو أن تتواكب وتتواءم وتتعايش معها فأسأل الله تعالى أن يفرج كل همومك.
الأعراض النفسوجسدية المصاحبة للقلق الاكتئابي تستجيب بالصورة الجيدة جدا لتمارين الاسترخاء, وتمارين الرياضة, فيا أخي انتفاخات البطن, وما يصحبها من أعراض, تتطلب فعلا ممارسة أي نوع متيسر من الرياضة, فكن حريصا على ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أخي، الأدوية جميعها لها حيز أو طيف نسميه بطيف الفعالية؛ حيث إن جرعتها إذا زادت أو نقصت تفقد فعاليتها إذا خرجت من هذا الطيف؛ لذا ربما تكون تجربتك مع تفرانيل خضعت لشيء من التذبذب في الجرعة؛ مما جعلها تخرج من الطب العلاجي, ولذلك لم تنتفع بها جيدا.
وهناك حقيقة مهمة, وهي أن الكثير من الأدوية النفسية في الأسابيع الأولى للعلاج؛ ربما يشعر الإنسان بتحسن, ثم بعد ذلك بانتكاسة بسيطة، ثم بعد ذلك يبدأ التحسن الحقيقي، والذي نعتبره المهم، فأنا لا أريدك أبدا أن تستعجل بالتوقف عن الدواء، والعلاج يتطلب صبرا, ومعظم الأدوية المتميزة تحتاج لوقت حتى يتم البناء الكيمائي السليم، والذي من خلاله تكون فعاليات الدواء بصورة فعالة أكثر.
أنت بدأت الآن بتناول السبرلكس, وأنا أقول لك إنه من الأدوية الجيدة والممتازة, خاصة لعلاج المخاوف والقلق الاكتئابي، فأنت بدأت بجرعة 5 ملجم -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملجم- استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين, وهذه الجرعة التمهيدية البسيطة, بعدها اجعل الجرعة 10 ملجم يوميا.
وأنا أعتقد أن الجرعة سوف تكون كافية في حالتك, استمر عليها لمدة 6 أشهر, وهذه ليست مدة طويلة أبدا, فكل الدراسات تشير أن أقل مدة ممكنة لعلاج الاكتئاب هي 6 أشهر, بعد انقضاء 6 أشهر خفض الجرعة إلى 5 ملجم يوميا لمدة أسبوعين, بعد ذلك اجعلها 5 جراما يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي هذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع السبرالكس: جرعة تمهيدية, جرعة علاجية, ثم جرعات التوقف التدريجي من الدواء.
بالنسبة للدوجماتيل يمكن أن تتناوله كبسولة واحدة, أي 50 ملجم في اليوم, تناوله لمدة شهرين فقط، ويمكن أن تتناول الكبسولة صباحا أو مساء، وأنت لست بحاجة لأدوية أكثر من ذلك.
أكثر من التواصل الاجتماعي, وكما ذكرنا لك أهمية الرياضة، وكن إيجابيا في تفكيرك، وعليك أخي أن تسعى لأن تطور نفسك مهنيا؛ هذا يخرجك من الاكتئاب النفسي.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وأسأل لله لك العافية والشفاء.