السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في السنة الثانية من المرحلة الجامعية في تخصص الدراسات القرآنية، دخلت إلى الجامعة ورغبتي منذ صغري في هذا التخصص، ولكن رسبت فيه في خمس مواد وعوضتها في الفصل الصيفي، ودخلت في السنة الثانية، وحملت أربع مواد في الترم الأول.
شعرت بأنني فاشل في الدراسة، ولن يكون لي مستقبل فيها، ودخلت الترم الثاني وأنا محبط، حتى أني فكرت بترك الدراسة ورجعت إلى الله ونظمت وقتي وفكرت قليلا، فعرفت أنني لم يكن لي هدف، فوضعت الهدف بأن أكون مجتهدا، وأن أحقق النتائج الإيجابية، ولكن ما يقلقني الآن الخوف من الفشل.
بت لا أنام ليلا إلا قليلا، وأصحو وأنا قلق ومتضايق قليلا، وأنظر إلى الموظفين وأقول ما شاء الله، هذا كون نفسه واستقر، وأنا إلى الآن أدرس -ومن غير حسد- حتى بت قلقا عند النوم، ولكن ما أخشاه هو تكرار فشلي وعدم نجاحي.
أرجو منكم التكرم بالحلول لمشكلتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
بعض القلق على الدراسة والمستقبل أمر طبيعي، بل ربما مفيد أيضا، لأنه لولا القلق لما درس أحد، ولم يخطط للنجاح, ومن المعروف العلاقة الإيجابية بين بعض القلق وكمية ونوعية الأداء، فكلما زاد القلق زاد الإنتاج حتى يصل القلق لمستوى مرتفع جدا فعندها يبدأ الانتاج بالتراجع.
فالسؤال الآن كيف تحافظ على مستوى معتدل من القلق، وبحيث لا يزيد عن الحد المعقول؟
ما مر معك في السابق قد حدث وانتهى، ويبدو أنك الآن تتطلع للمستقبل، وهذه خطة هامة وصلت لها، وما عليك الآن إلا السير في هذا الطريق وتنفيذ ما تخطط له وما تتأمله.
مما يفيد كذلك أن تحاول القيام ببعض الأنشطة والتمارين التي تساعدك على الاسترخاء وعلى التركيز، ومن أهمها المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن، ولا شك أنك تفعل هذا طالما أنك في الدراسات القرآنية، ويا له من جميل وممتع في الدراسة، نفع الله بك.
ومن هذه الأنشطة الرياضة، ومما يساعدك على الاسترخاء كالمشي، والتنزه على شاطئ البحر، أو في صعود الجبال...
ولا شك أن الحديث والتواصل مع مدرسيك والعلماء مما يشحذ الهمة ويجعلك تتطلع لمعالي الأمور.
وفقك الله وجعلك من المتفوقين.