السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 24 سنة، وعلى علاقة بفتاة منذ 6 سنوات، وقد خطبتها منذ سنة، وأريد الزواج بها، ولكن أهلي لم يوافقوا على هذا الزواج؛ لأن البنت أكبر مني بثلاث سنوات، وليس عندي مشكلة في هذا؛ لأن الفتاة على خلق ودين، وهي يتيمة الأب، ولا يوجد لديها أخوة كبار يمكن الاعتماد عليهم؛ لذلك أريد أن أتزوجها، وأستر عليها، وأنا أعمل حاليا في الخليج، وأريد أن استقدامها إلى هنا، وأهلي يرفضون ذلك، ويحاولون بث الكراهية في قلبي لهذه الفتاة؛ علما أن الفتاة لم تفعل مع أهلي إلا كل خير، وأنا لا أريد أن أكون عاق للوالدين، مع العلم أني كثير البر بهما، ولكن هذه حياتي الشخصية ماذا أفعل معهم؟ وهم يريدون فتاة جميلة، وموظفة، وتكون من اختيارهم؛ لذلك قررت الزواج بها من دون موافقة أهلي؛ فليس هنالك سبب واحد يبطل هذا الزواج.
السؤال: هل الزواج من دون موافقة الأهل يعتبر عقوقا؟ وكيف أقنع أهلي بأني أحبها وأريدها هي فقط، ودون مشاكل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك - أيها الابن الكريم- ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على بر الأهل، وأن يجمع لك بين الحسنيين بين هذه الفتاة الصالحة، وبين رضا الوالدين، ونتمنى أن تجد في العقلاء، والفضلاء والدعاة، ومن أهلك، وجيرانك، ومعارفك من يستطيع أن يقنع الأهل حتى لا يقفوا في طريق هذا الزواج؛ لأنها إذا كانت صاحبة خلق ودين؛ فإن هذه هي المؤهلات المطلوبة صاحبة الدين والأخلاق، بالإضافة إلى أنك وجدت في نفسك ميلا إليها.
وكم تمنينا أن لا تكون لديكم علاقة قبل الزواج، ولست أدري ما حجم هذه العلاقة، وهل يعرف بها الأهل، وهل نستطيع أن نقول أنها سبب من أسباب رفضهم، وعنادهم، وما هي حدود هذه العلاقة؛ لأننا حقيقة لا نشجع فكرة أن تكون هناك علاقة غير معلنة، وغير رسمية، بين شاب وفتاة مهما كانت الأسباب.
فالإسلام دين يريد للشاب إذا ألقى الله في نفسه الميل إلى فتاة أن يطرق باب أهلها، ثم ينظر النظرة الشرعية، ثم يعجل بعد ذلك بمراسيم الزواج، وأما أن تظل العلاقة لسنوات فهذا تضييع للأوقات، وأعتقد أن هذا جزء من الأسباب التي تحدث لك المشاكل؛ لأن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، وعلى كل حال نتمنى أن تكون تلك العلاقة منضبطة بضوابط الشرع، ونتمنى إذا كانت فيها خلل أن تتداركوا أنفسكم بتوبة نصوح، وباستغفار، وبرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
وكما هو معروف بالنسبة لك، لا يجوز للأهل أن يتدخلوا إذا كانت الزوجة صاحبة دين، وحصل الميل، ولكن من المصلحة، ومن سعادة الإنسان أن يفوز بزوجة يرضاها الوالد، وترضاها الوالدة؛ لأن هذا يعين الإنسان على أداء كافة الواجبات، فالشرع يأمر بأن يبر الوالدين، ويحسن إليهم، والشرع ينهى عن ظلم الزوجة المسكينة، أو انتقاص حقها؛ لذلك نتمنى أن تجتهد أولا في إرضاءهم، وإقناعهم، فإذا عجزت فلا مانع من الزواج بها مهما كانت الأسباب إذا كان فيها الدين والأخلاق؛ شريطة أن تكون على علم بطبيعة الوالد والوالدة، وأنهم يمكن أن يرجعوا بسهولة، وأن تستمر في برهم، والإحسان إليهم، وتبالغ في إكرامهم، وأن تحجب عن زوجتك ما حصل من رفض منهم؛ حتى لا تحدث النفرة بين النفوس.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.