كيف أتخلص من كثرة الوساوس؟

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله عنا كل خير، وفرج الله كربكم، وقضى حوائجكم.

دكتورنا العزيز: سوف أختصر لك مشكلتي النفسية التي أتعبتني على مدى سنة كاملة، عانيت فيها صراعا نفسيا، وقلقا، ورهابا، ووسواسا، واكتئابا.

مشكلتي تتلخص في وسواس قهري في توهم الأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى رهاب بدأ معي منذ 7 أشهر، يتمثل في الخوف من مصافحة الناس، وتفقد أصابعهم، وكذلك الخوف من مقابض الأبواب، وغيرها، والخوف الشديد من رؤية الدم في حال أصابني جرح، ولو كان بسيطا، أتعب نفسيا، وأتصور أن هذا الجرح سوف يكون نافذا للجسم في حال مصافحة شخص، أو فتح الأبواب، أو ربما ملامسة الدماء؛ فأتصور أن مرض الإيدز أو غيره ربما ينتقل إلي.

عندي قلق، وخوف على أسرتي، وزوجتي؛ حتى من تقبيل بناتي الصغار أخاف أن أنقل لهم عدوى، أو مرضا، ويزداد قلقي أحيانا فأقوم بالبكاء، ولكن ليس دائما، أتعبني التفكير، وضعفت صحتي، ونزل وزني 17 كيلو تقريبا.

يا دكتور: قرأت لكم ردودا في علاج: (سيبرالكس)، -وسبحان الله- انشرح صدري لهذا العلاج، وعندي قابلية كبيرة له؛ حيث أني أقوم بسلوك معرفي، ولكن للأسف لا أستمر عليه، وتعود إلي نوبات الخوف، والهلع، لا أريد الدخول في متاهات أدوية متعددة، ولكن قرأت عن حالات مشابهة لحالتي شفيت -بفضل الله- بالسلوك المعرفي، وهذا الدواء.

أرغب في النصيحة لي في ذلك، وكيف تكون الجرعات؟ ومتى تبدأ؟ ومتى تنتهي؟ شاكرا لكم وقوفكم مع إخوانكم، وأسأل الله أن يحفظكم، ويرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تائب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أخي: أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، - وإن شاء الله تعالى - من خلال تحقيره، والتطبيقات السلوكية الإيجابية تستطيع أن تخفف من وطأة هذا المرض.

لا شك أن العلاج الدوائي يمثل محورا علاجيا رئيسا، - وبفضل من الله تعالى - الأدوية الآن معظمها سليمة، وجيدة؛ خاصة إذا اتبع الإنسان الإرشادات العلمية الصحيحة في تناولها.

عقار (سبرالكس)، والذي يعرف باسم: (استالوبرام)، والذي أشرت إليه يعتبر من أفضل الأدوية التي تعالج قلق الوساوس، والمخاوف.

فيا أخي الكريم: أنا أؤيدك تماما، وأشجعك تماما لتناول هذا الدواء، ولكن يجب أن تبدأ بالجرعة التمهيدية، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة العلاجية، ثم جرعة التوقف التدريجي.

أخي الكريم: (السبرالكس) يأتي بجرعة (10) مليجرامات، و(20) مليجراما، فتحصل على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات، وابدأ بتناول نصفها ليلا بعد الأكل، وإذا سببت لك ضعفا في النوم، فتناولها نهارا، والخيارات مفتوحة في هذا المجال.

وبالنسبة لجرعة الــ (5) مليجرامات استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها (10) مليجرامات يوميا، وهذه استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة (20) مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها (5) مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم (5) مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم (5) مليجرامات مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر أخير.

فيا أخي: هذه الطريقة متدرجة، ومتأنية، ورصينة جدا؛ لأنك تبدأ العلاج ثم تتوقف عنه، والتوقف التدريجي مطلوب لأن (السبرالكس) يعاب عليه أنه إذا أوقفه الإنسان فجأة ربما يؤدي إلى شعور بالقلق، والدوخة في بعض الأحيان، ولكن الطريقة التي ذكرناها لك هي طريقة متأنية جدا، ولن تحدث - إن شاء الله تعالى - أي ارتدادات سلبية، فالدواء - يا أخي - دواء رائع، وسليم، ولا يتعارض مع الأدوية الأخرى، إلا أن من آثاره الجانبية أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، فيمكن أن تمارس الرياضة، وتتحكم في غذائك إذا ظهرت لك زيادة في الوزن، كما أن الدواء قد يؤدي قليلا إلى تأخر في القذف عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر سلبا على هرمون الذكورة، أو الإنجاب.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأنا أطمئنك تماما، فهو دواء صحيح، ومناسب لحالتك، ولا شك أن التزامك بالجرعة كما ذكرناه، والمدة العلاجية هو مفتاح نجاح العلاج إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق، والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات