السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة قد تكون بسيطة ولكنها معقدة بالنسبة لي.
كان الجميع يمدحني -ولله الحمد- وكانوا يطلقون علي دائما الذكي المثقف والمحنك، كنت سعيدا، أبادل الناس نفس الشعور، ولكن قبل شهر فجأة اختلف الوضع تماما، لا أدري ماذا حصل لي؟ أصبحت لا أفكر مثل العادة، وتغيرت مع الجميع، وأصبحت أحدث المشاكل مع أصحابي، وأصبح عندي لا مبالاة بالناس ولا أهتم بهم مثل السابق، وكلما فكرت أشعر بأني فعلا تغيرت، وأشعر ببعض الأحيان باكتئاب طفيف بسبب الوحدة والانعزال عن الناس.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.
ليس من طبيعة الأشياء، أو طبيعة النفس البشرية أن تتغير وبهذا الشكل في هذه المدة القصيرة؛ إلا أن يكون قد طرأ عليها طارئ معين وذو طبيعة حادة.
فهل يا ترى مررت بظرف أو موقف ما، مما أحدث لك بعض الاضطراب أو الصدمة؟ حيث لم يرد في سؤالك لشيء من هذا.
وإلا فإن الذي أراه أحد أمرين، وذلك بحسب المعلومات الواردة في السؤال:
الأول: أنك مجهد بسبب التعب الجسدي بسبب قيامك ببعض الأعمال الكثيرة أو الشاقة، أو بسبب بعض الضغوط تتعلق بالعمل أو الظروف التي تعيشها، ولذلك فأنت تشعر بضعف التركيز وتشتت الذهن وضعف الذاكرة والتغير في تعاملك مع المواقف.
والأمر الثاني: وهو أمر محتمل لما ورد في آخر سؤالك، من إمكانية إصابتك بحالة من الاكتئاب، وربما ما زال خفيفا في هذه المرحلة وكما ورد في سؤالك.
وكما نعلم أن من أعراض الاكتئاب -بالإضافة للشعور بالاكتئاب - النظرة السوداوية، وتشتت الانتباه، وضعف القدرة على التذكر بسبب ضعف الانتباه.
والذي أنصح به أن تراقب حالاتك ومشاعرك، وأن تحاول التخفيف من شعورك بالعزلة بالتواصل مع أصدقائك، فالصداقات مصدر من مصادر شعورنا بالحياة، لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولعل هذا الخروج من الوحدة والعزلة هو كل العلاج المطلوب لتصحيح الحال وعلاج الموقف.
ولكن إن طال الأمر واستمر شعورك بهذه الحال، فالأفضل مراجعة طبيب قريب منك، ولو كان طبيبا عاما ليقوم ببعض الفحوصات والتأكد من سلامتك، وهو يمكن أن ينصح بالعمل المطلوب.
وإذا وجد طبيب مسلم في مدينتك الأمريكية فهذا أفضل، وإن لم تجد فأي طبيب يمكن أن يكون نقطة البداية.
وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية.