السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أن زوجي يكذب علي كثيرا، وأحيانا بالصدفة أجده يتحدث عبر الانترنت مع أخريات، وعندما واجهته أخبرني بأشياء كثيرة، وأن هذا لا يعني له شيئا، وأنه يحبني.
لم أعد أثق به، وبعد فتره بدأت أستعيد ثقتي به، وإذا به يعود للخداع، سؤالي هو هل يجوز أن أراقبه؟ وهل الصبر على أذاه لي وعدم مراقبته أفضل؟ وكيف يكون الصبر على ما يفعل؟ هل أتغاضى عن ما يفعل، ولا أتحدث معه عن هذا الموضوع رغم أني استطيع اكتشافه بسهوله؟ لأني أعيش في قلق وتوتر كبير، ولا أفكر سوى بهذا الموضوع.
أرجو مساعدتي، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقر عينك بصلاح هذا الزوج، وندعوك إلى الاقتراب منه، والتزين له، وإحسان الظن به، والثناء على إيجابياته، ومحاولة الدخول إلى حياته، وخير لك ألا تتجسسي عليه، لأن هذا من الشيطان، والشيطان همه {أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله}.
وإذا كنت تشعرين أنه مريض، وأن له علاقات خارجية، فاجتهدي في الاقتراب منه، واجتهدي في التزين له، واجتهدي في الوفاء له، واعلمي أسباب انجذابه للأخريات، وحاوريه بهدوء، ولكن ليس عن هذا الموضوع، ولكن قولي له: (هل ترى مني شيئا؟ هل يعجبك شيء معين؟ ماذا تريد مني؟ هل أنا مقصرة في حقك؟) نحو هذه الأسئلة التي تحاولي من خلالها اكتشاف الميول التي يميل إليها.
وأرجو أن تدرك كل زوجة أن الدخول إلى حياة زوجها ومشاركته الاهتمام وإيجاد القواسم المشتركة بينه وبينها، بأن تعيش معه نفس الاهتمامات التي يعيشها، وأن تجتهد في أن تكون وفية له، تحسن وداعه إذا خرج، تسأل عنه إذا غاب، وتحسن استقباله إذا رجع، وتعطيه حقه الشرعي، وتتفنن في إظهار ما وهبها الله من مفاتن ومحاسن وجمال – خاصة بهذا الزوج –، ولا تنشغل عن الزوج بغيره، بل ينبغي أن تهتم بحضوره وخروجه وعطره وثيابه واهتمامه وحياته الخاصة، لأن هذه من الأمور المهمة جدا التي لابد أن تنتبه لها الزوجة الصالحة، لأننا في زمان – بكل أسف – هناك من يتبرج في الخارج، هناك من تحاول أن تكلم الرجال وتدخل إلى حياتهم، ولن نستطيع أن نفوت الفرصة عليهن – هؤلاء الشقيات – إلا بأن تمارس الزوجة سحرها الحلال.
إذا كن هؤلاء يؤسسن علاقات آثمة تغضب الله تبارك وتعالى، ويتبرجن تبرجا حرمه الله فلماذا لا تتبرج الزوجة لزوجها التبرج الحلال؟! ولماذا لا تتجمل لزوجها التجمل المباح، وتظهر مفاتنها ومحاسنها، وتقترب من زوجها، وتلاطفه في كلامها، تشهد طعامه إذا أكل، تقدم شرابه إذا شرب، وتقف عنده إذا نام، وتودعه إذا خرج، يعني تكون في حياته وتهتم بشؤونه الخاصة وباهتماماته وتقدم رضاه على رضاها، وهواه على هواها.
فلتكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، واحفظي عينه وسمعه وبصره، فلا يرى منك إلا الجميل، ولا يشم منك إلا أطيب الريح، ولا يسمع منك إلا أحسن الكلام، وبذلك تستطيع الزوجة أن تؤثر وتسكن قلب زوجها، وتحول بينه وبين الشقيات، لأنها بذلك أحسنت له في الكلام، وأحسنت في التعامل معه، وتزينت له، واقتربت منه، فعند ذلك ستذهب عنه كل شقية ويذهب هو عنهن، ويصبح الزوج يلتفت لزوجته، وهذا ما نوصيك به ونوصي به بناتنا الفضليات، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
ونحذرك من التتبع والتجسس عليه، أو إساءة الظن به، لأنك إذا أسأت به الظن وقلت (أنت كاذب، وأنت غير صادق) فلماذا يصدق بعد ذلك إذا كنت لا تصدقيه؟ وإذا كنت تتجسسين عليه فسيهرب بأسراره خارج البيت، وهذا ليس حلا، المهم هو أن يكون العلاج ناجعا، والطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحص، وإنما يبدأ وسائل العلاج، ومن وسائل العلاج ما أشرنا من القرب، والتزين له، والدخول إلى حياته، والثناء على إيجابياته، وإظهار الفرح به، وشكره على كل خطوة إلى الأمام، وقبل ذلك وبعده: اللجوء إلى الله (مصرف القلوب) أن يصرف قلبه وقلبك إلى الطاعة، وأن يؤلف بينكما، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.