السؤال
السلام عليكم
أبلغ من العمر 17 سنة، وأعاني من الإكزيما المزمنة، بدأت عندي من الصغر في الرقبة وأذني، ذهبت إلى العديد من الأطباء فكانوا يقولون: بأنها ستذهب عندما يصبح عمري 8 سنوات، ثم قالوا بأنها ستذهب مع الزمن، لكن حالتي الآن تزداد سوء، راجعت الأطباء ولكن أشعر بأن المراهم التي وصفوها لي هي لعلاج مؤقت وأنها توقف عن الحك لفترة، وأصبح الأمر شيء صعب، أصبحت الآن أخجل من إن يراني أحد من صديقاتي بهذا الجلد المشوه.
أرجو أن تفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ unknown حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي الكريمة: من وصفك لما تعاني منه منذ الصغر هو نوع من الإكزيما الوراثية تسمى ( Atopic Dermatitis)، وما أخبرك به السادة الأطباء بأنها سوف تزول عند الثامنة أو العاشرة، هو ما ينطبق على معظم الحالات من هذه الإكزيما، ولكن هناك استثناءات قد تستمر أكثر من ذلك نظرا للظروف المحيطة بالمصاب.
على كل حال هي مصيرها إلى الشفاء بعون الله وقدرته، ولكن هناك احتياطات وإرشادات يجب اتباعها:
- يجب إبقاء الجلد غير جاف بالاستعمال المتكرر للمرطبات؛ لأن الجفاف يتلوه حك ينتهي بالإنتان وزيادة التأكزم.
- يفضل غمس الجسم بالماء الفاتر أو الدافئ لمدة 10 دقائق، ثم دهن بالمرطب العازل مثل الفازلين قبل أن يجف الجلد، وبذلك يبقى الماء في الجلد ولا يتبخر.
- يجب الابتعاد عن الغبار والمثيرات الأخرى، وكل الأشياء التي تتطاير منها المواد مثل الطيور (ريشها) والقطط (وبرها) والنباتات (طلعها) والسجاد (غباره) وهكذا حسب معرفة المريض نفسه بما يثير مرضه، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
- يفضل ألا يستعمل السجاد في البيت، وأن تكون المخدة قطنية غلافها جلدي، والفراش مغلف بمادة جلدية لا تتطاير أجزاؤها، ولا ما بداخلها، وألا يكون في غرفة المريض زوايا تحمل الغبار، وأن يتم التنظيف للغرفة بغياب المريض بواسطة آلة الشفط (المكنسة الكهربائية) أو باستعمال الماء وليس بالكنس الذي يسمح بتطاير الجزيئات.
- يجب تجنب الخروج أيام تطاير الغبار في الجو على اختلاف مصادرها.
عدم الدخول والخروج من أوساط متفاوتة الحرارة والرطوبة قدر الاستطاعة، أي الحياة بوسط معتدل مستقر ماديا وعضويا ونفسيا.
للمساحات الصغيرة المصابة من الجسم تبقى المراهم الكورتيزونية هي الحل الفعال، ولكن لا تستعمل لفترات طويلة دون الإشراف الطبي، كما يمكن استعمال البدائل الحديثة للكورتيزونات، مثل الماكروليماس، والبيماكروليماس، ولكنها غالية، وبالطبع لأنها جديدة وحديثة يجب أيضا المتابعة مع الطبيب، ولا تؤخذ دون إشراف.
- كثير من المرضى يحتاج مضادات الهيستامين المهدئة ؛ وذلك لتهدئة المريض والحكة بشكل غير مباشر.
- المضادات الحيوية قد تؤخذ لفترات طويلة؛ وذلك لقتل الجراثيم المتعايشة على سطح الجلد، والتي تعمل كمولدات أضداد (مثيرة للحساسية) وبذلك تهدأ دائرة تحريض المرض.
- من العلاجات المفيدة جدا والتي قد تؤدي عند نسبة عالية من المرضى إلى الاستغناء عن أغلب الأدوية ما عدا المرطبات، هو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، والتي تحتاج إلى مراكز متخصصة، وغالبا ما يتحسن المرض تدريجيا خلال أسابيع، وقد يحتاج علاجا مساعدا في بدء العلاج ليستطيع تحمله أكثر. أتمنى لك من الله الشفاء!