السؤال
أسأل الله أن يجعل ما تقومون به رفعة لكم في الدنيا والآخرة, وأن يعلي قدركم, ويحقق لكم كل ما تتمنونه في الدنيا.
عمري 29, ولا أعاني من أي مرض – لا ضغطا ولا سكريا - والحمد لله, وأنا ممن ابتلي بالرهاب الاجتماعي منذ 9 سنين - منذ كان عمري 20 سنة حتى هذه اللحظة - ومع كل هذه المعاناة لم يوقفني الرهاب عن دراستي الجامعية وعن العمل، إلا في آخر سنتين, فأنا عاجز حتى عن إجراء مقابلة, وعندي أفكار غريبة, ولا أستطيع التكلم في وجود مجموعة من الناس, وبمشقة أستطيع أن أتكلم مع شخص واحد, وعندما أخرج للشارع يأتيني إحساس بالقلق الدائم المتواصل, والتوتر الشديد, وأنا أراقب نفسي كثيرا, وأشعر أن الناس تراقبني, والله إني طوال التسع سنين لم أتعاط دواء نفسيا واحدا؛ لجهلي بوجود أدوية تساعد, وفضلت المقاومة, والانخراط في المجتمع.
لك أن تتخيل أني الآن أمارس رياضة كرة القدم مرتين في الأسبوع مع شباب الحي دون إرادة مني, وأريد أن أتخلص مما أنا فيه, وتأتيني أفكار تسلطية أن صوتي سيء, وأن شكلي قبيح, مع أن شكلي عادي, لكنها دون اختيار مني – والله - ووزني 54 كيلو, وطولي متر و68 سم, وأحس نفسي سمينا, وأنا أعلم أني نحيف, لكن الفكرة الوسواسية بالسمن مسيطرة علي بشكل وصل لدرجة الشعور به, وعندي مشكلة في النظر في أعين الناس, فلا أستطيع أن أتواصل بصريا, وإذا أجبرت نفسي أن أنظر في عينه أحس أنه ينفر مني, ويتوتر؛ حتى لو كان جريئا, وأنا أريد أن أتخلص من الرهاب, وليست مشكلتي في المواجهة, لكني أريد شيئا يساعدني, شرطا أن يكون آمنا, وليست له أعراض جانبية, وإمكانية تركه ممكنة.
فيما يخص الالتزام بمواعيد الدواء: فدائما ما أكون ملتزما به - والحمد لله -, ولست بالضعف الذي تصوره لك رسالتي, ويكفي أن تعرف أن رهابي منذ تسع سنين بدون دواء, وأنا أحضر المناسبات – العزاء والزواج - وأحاول أن لا أفوتها, وأقاربي يأتوني وأجلس معهم, مع أني أحس بأعراض الرهاب, وأعتقد أنهم أيضا يعرفون أني غريب نوعا ما, وأقرأ ذلك في أعينهم, وصدقني – يا دكتور – أن الرهاب لا يذهب بالمواجهة - وهذا كلام مجرب - ولو كان يذهب بالمواجهة, فمن المنطق ومن المفترض أن يذهب مني, لكنه لا يفارقني, وأصبحت متعايشا معه, وأنا مقصر في حق أهلي في بعض الأمور بسبب الرهاب, لكنها ليست بإرادتي - حسبنا الله ونعم الوكيل -!
أنا بانتظار ردكم, وأعدكم أن العلاج السلوكي والمواجهة ستستمر, سواء مع الدواء أو دونه, لكني أريد شيئا يساعدني, ويخلصني من الأفكار التي دمرت حياتي, وأنا أعرف أنها وهم, لكن ما باليد حيلة.
وقد أخذت الأندرال 20 ملي مذ يومين - والحمد لله - وشعرت براحة وهدوء لم أشعر بهما في حياتي, وجرعة 20 مل كانت كافية لإزالة الأعراض, وما هي إلا ساعتان, بل يوم كامل, ولم أشعر بأعراض التعرق, ولكن الرهاب موجود من الداخل, من أجل هذا كتبت لك, فأنا أريد أن آخذ الدواء تحت الإشراف الطبي بعد أن جربت الأندرال, ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لغلاء الأسعار ولإمكانياتي المتواضعة.