السؤال
أعاني من حب الشباب, وهو يسبب لي إزعاجا كبيرا, فماذا علي أن أفعل؟ فقد قالوا لي يجب أن لا تشربي حليبا, أو تتناولي الدهنيات, ويجب الابتعاد عن المنبهات والشوكولاتة, وأنا لا أستطيع.
فهل سأبتعد عنها فترة أم طوال الوقت؟ وما الحل الطبي أو العشبي لهذه المشكلة؟
وأريد أن تعطوني علاجا للخجل الشديد, وعدم الجرأة على التغيير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صبا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن حيث الجانب النفسي: ما دام قد نصحت أن الغذاء المتوازن يعتبر ضروريا، فلا بد أن تكون لك الإرادة التي تدفعك نحو الالتزام بذلك.
أما بالنسبة لموضوع الخجل الشديد وعدم الجرأة على التغيير - أو ربما قصدت التعبير – فأنا أقول لك: كثيرا ما يكون حكم الإنسان على نفسه غير صحيح، وغير دقيق، وعلة الخجل إن وجدت يجب أن نفرق بينها وبين الحياء، وما يسمى بالرهاب الاجتماعي، أو الخوف الاجتماعي، إذن لدينا ثلاثة مكونات (الخجل – الحياء – الرهاب الاجتماعي).
بالنسبة للذي يعتقد أن مشكلته هي خجل حقيقي فيجب أن يفكر بمنظور مختلف أن هذا نوع من الحياء، وليس نوعا من الخجل السلبي، لأن الحياء شعبة من الإيمان، إذن من حيث التفكير أو الاعتقاد حول العلة نفسها يجب ألا تقبل كما هي، يعني لا أريدك أبدا أن تطلقي على نفسك لقب أنك تعانين من الخجل الشديد، هذا حياء، هذا ذوق، هذا تأدب.
والجرأة المطلقة ليست مطلوبة، بل لا أعتبرها حميدة أبدا في حق البنت، الذي نريده هو الوسطية، القدرة على التعبير، أن يبرز الإنسان وجوده متى ما كان ذلك مطلوبا، اجعلي مفاهيمك حول هذه الدائرة، هذا في حد ذاته يعتبر علاجا بالنسبة لك.
وبعد ذلك اسعي لتطوير مهاراتك الاجتماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية ليس بالأمر الشاق، لكنه يتطلب المواظبة والصبر والالتزام به، ومن أجمل السبل التي أن يطور بها الإنسان مهاراته الاجتماعية: أن يكون فعالا في داخل أسرته، حب الوالدين، التعبير عن هذا الحب، مساعدة الوالدة في أعمال المنزل، أخذ مبادرات واقتراحات جديدة تساعد في تقوية فعالية الأسرة.
إذن هذه هي النقطة الارتكازية التي من خلالها تستطيعين أن تقاومي الخجل، وابدئي بأهل بيتك – إخوانك، أخواتك ، والديك – انظري إليهم في وجوههم حين تتحدثين معهم، كوني هاشة وباشة ومبتسمة، دائما تطرقي لمواضيع، لا تكوني أنت فقط في وضع المستقبل، هذه طريقة بسيطة وجيدة.
الفعاليات الأخرى التي يجب أن تكون في حياتك هي على نطاق المدرسة، تفاعلي مع زميلاتك، اقترحي إنشاء جمعية تهتم بأي أنشطة كالأنشطة الثقافية – الدينية، الاجتماعية – هذا كله جيد جدا.
والقدرة على التعبير يكتسبها الإنسان من خلال اكتساب المعرفة، لذا أريدك أن تكثري من الاطلاع والقراءة، وترفعي من مستوى معرفتك، وعلى النطاق الأكاديمي يجب أن تكوني متميزة، لا بد أن يكون لك هدفا، ماذا تريدين أن تدرسي؟ ما هو المؤهل الذي سوف يؤهلك ويساعدك على مواجهة متطلبات الحياة المختلفة، فمن خلال تحديد الهدف تصلي - إن شاء الله تعالى – إلى غاياتك ومبتغاك، وهذا يطورك اجتماعيا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا لا أراك أبدا في حاجة لعلاج دوائي.
++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان)، وتليها إجابة د. محمد علام (استشاري الأمراض الجلدية):
++++++++++++++++
حب الشباب من الأمراض الجلدية التي يمكن أن تظهر بأشكال متعددة مثل الحبوب الحمراء الملتهبة، أو الصديدية، الرؤوس السوداء، أو البيضاء، الالتهابات الأكثر عمقا، والمتكيسة وبعض الأشكال الأخرى، وكذلك تختلف درجة انتشار المرض من شخص لآخر، فقد يصيب الوجه فقط في بعض الأشخاص، وقد يكون أكثر انتشارا في أشخاص آخرين بحيث يصيب الصدر والظهر والأكتاف وربما بعض الأماكن الأخرى، ويختلف العلاج بصورة كبيرة جدا على حسب نوع الإصابة، ودرجة انتشار المرض.
وبالنسبة لأسباب ظهور حب الشباب، فمن أهمها وجود خلل بتقرن الجلد عند مسامات الشعر الرقيقة بالوجه، وبالأخص عند البلوغ نتيجة تأثير الهرمونات عليها، وزيادة إفراز الدهون، وحدوث تكاثر لأنواع معينة من البكتيريا، وبالنسبة لشرب الحليب أو تناول المأكولات التي توجد بها نسبة دهون عالية، والشيكولاتة، وغيرها فتأثيرها لم يثبت علميا كمسبب لحب الشباب، ولكن أنصحك أن يكون غذاؤك صحيا ومتوازنا.
وفقكم الله.