السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على ما تقدمون، وجزيتم عنا خير الجزاء، أردت الاستفسار عن حالتي، وهي أني مصابة بالاكتئاب منذ فترة طويلة، ولكنه زاد بسبب ظروفي بالفترة الأخيرة، ذهبت إلى طبيب عام وعملت تحليل دم، وكانت نسبة فيتامين (د) أقل من عشرة في الخمسين، ووصف لي محلولا أشربه مع الماء أسبوعيا، وبالنسبة للاكتئاب وصف لي دواء سيبرالكس 5 مل لمدة شهر بالبداية.
سؤالي: هل أنتظر قليلا حتى يعتدل الفيتامين لدي، حتى لا يؤثر علي السبرالكس تأثيرا سلبيا، بحكم عدم تحملي لأعراضها.
سؤال آخر: أنا متخوفة جدا من الأدوية النفسية، ولم أجربها، يقال إن السبرالكس أو الأدوية هذه عموما مثل المخدرات، عندما يحللون الدم سيظنون الشخص يتعاطى المخدر، فهل هذا صحيح؟ وهل برأيك أن أعالج نفسي ذاتيا أفضل من الأدوية وانتكاساتها؟ وبماذا تنصحني بعد الشهر عندما أتناولها؟ هل أزيد الجرعة؟ زودني بالخطة العلاجية، وفقك الله.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noooni حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أحسنت بأن ذهبت إلى الطبيب النفسي حين شعرت بهذا المزاج الاكتئابي، وقد أحسن طبيبك حين وصف لك دواء (سبرالكس) فهو من أفضل الأدوية النفسية التي تتميز بالنقاء ومستوى السلامة المرتفع جدا، والدواء غير إدماني، ولا يؤثر أبدا على الهرمونات النسوية، من آثاره الجانبية السلبية البسيطة أنه في حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الناس؛ ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وذلك من خلال فتح الشهية للطعام، وهذا بالطبع يمكن للإنسان أن يتحكم فيه من خلال التنظيم الغذائي.
بالنسبة لموضوع نقص فيتامين (د): هذه ظاهرة نشاهدها كثيرا في دول الخليج، وهنالك العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الموضوع، والعلاج لنقص فيتامين (د) سهل جدا، هنالك أدوية تعطى أسبوعيا، مثلا نحن هنا نعطي كبسولة واحدة من فيتامين (د) يتم تناولها أسبوعيا لمدة ثلاثة أشهر (مثلا) وبعد ذلك يتم إجراء فحص الفيتامين، وإذا كانت النسبة ثلاثين أو أكثر فهذا كاف جدا، فلا تنزعجي لموضوع نقص فيتامين (د) علاجه -إن شاء الله تعالى- سهل وممكن جدا، وأنا أؤكد لك أيضا أنه لا يوجد أي تناقض في تناول فيتامين (د) وعقار سبرالكس مع بعضهما البعض.
هنالك ما يعرف بالتمثيل الأيضي للأدوية، وهي العملية الفسيولوجية التي من خلالها يتم امتصاص الدواء ثم التعامل معه في الكبد، ثم إخراج الدواء عن طريق الكلى، هذه العملية تتم بأمان وسلام فيما بين السبرالكس وفيتامين (د) فأرجو أن تطمئني تماما أيتها الفاضلة الكريمة، ولا علاقة أبدا لعقار سبرالكس بالمخدرات، هذا الكلام ليس صحيحا، وأنا أنفيه نفيا علميا دقيقا، وأرجو أن تطمئني أيتها الفاضلة الكريمة.
بالنسبة لجرعة السبرالكس: تعتمد حقيقة على درجة الاكتئاب، فمثلا في الاكتئاب البسيط نقول الجرعة هي من خمسة إلى عشرة مليجرام يوميا، وفي الاكتئاب المتوسط الجرعة هي من عشرة إلى عشرين مليجراما يوميا، وفي الاكتئاب الشديد يجب أن تكون الجرعة عشرون مليجراما يوميا.
أنا حقيقة أنصحك الآن أن ترفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام؛ لأن هذه أقل جرعة فعالة، أنت ظللت على خمسة مليجرام لمدة شهر، هذا جيد، هذه نسميها بالجرعة التمهيدية، وحين تنتقلين للعشرة مليجرام نعتبرها جرعة علاجية، لا أعتقد أن اكتئابك من النوع الشديد، لذا استمري على جرعة العشرة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر (مثلا)، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء، أو بالطبع سوف يكون من الأجدر والأفضل أن تتبعي التعليمات والإرشادات التي أخبرك بها طبيبك.
أيتها الفاضلة الكريمة: بجانب العلاج الدوائي، أرجو أن تكوني متفائلة، إيجابية في تفكيرك، قلصي السلبيات، اجعلي حياتك مليئة بالأنشطة وتطوير المهارات، والسعي دائما نحو تنمية ذاتك وتأكيدها.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.