أحببت فتاة للزواج، بماذا تنصحوني؟

0 576

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 23سنة، بفضل الله وكرمه، أنا من عائلة ملتزمة ومتدينة، وأنا طالب في الجامعة، وهذه السنة الأخيرة لي، ولكني أرغب بمتابعة دراستي وتخصصي خارج بلدي.

بفضل الله لم أنحرف، رغم أن الفرع الذي أدرس فيه تزيد نسبة الفتيات فيه عن 90 بالمئة، فكلنا لا يتجاوز الخمسة عشر شابا، مقابل ثلاثمائة فتاة!

أحببت فتاة منهن منذ السنة الثانية، ولكني لم أتكلم معها أبدا، مع أني أحببتها بشدة، ومن كثرت ما عانيت فكرت بها كزوجة، وقلت في نفسي: لن أدخل إلا من باب شرعي، وسوف أسألها إن كانت تقبل بي كزوج، فإن رفضت فسأجبر نفسي على نسيانها، وإن قبلت فلن أتكلم معها حتى أخطبها، وفي بداية هذه السنة أخبرتها أنني أريد أن أخطبها بعد التخرج، فوافقت وقالت إن استطعت من الآن يكون أفضل.

لكن بالطبع أهلي لن يقبلوا قبل التخرج، وهم يعلمون بما أخبرتها، وإلى الآن لا أتكلم معها سوى عندما أجد نفسي مجبرا على إلقاء السلام، وأكثر من السلام لا يوجد، وذلك لصدق نيتي وحرصي على مرضات ربي، مع أنني ألوم نفسي عندما أسلم عليها.

البعض يصفني بالمتعصب! كما أني متيقن أن الله سيوفقني بها إن صبرت على نفسي إلى حين خطبتها، ولكني دائم القلق حيال مستقبلي، وهذا القلق ينتج للأسباب التالية:

- تقارب العمر، فأنا أكبر منها بسنة واحدة فقط.
-لا أقول إن الفتاة ليست صالحة، لا، على العكس فأنا أحببت حياءها، ولكن لم تكن تلبس (المانطو) رغم أن لبسها محتشم، وعندما طلبت منها أن تلبسه لبسته، وما زالت على ذلك، وبذلك أعتقد أن أهلها أقل التزاما من أهلي.
-رغبتي في متابعة دراستي، والسفر، وهل بإمكاني أن آخذها معي أم لا؟!
-في حال توقفت عن الدراسة يتوجب علي الذهاب إلى الجيش الذي أصبح لغير غايته المنشودة.
- فوق كل ذلك وضع بلدي الحالي السيئ جدا- سوريا- حيث لا أمان ولا راحة ولا عمل!

أي باختصار لو أردت أن أكمل كل شيء قبل الزواج بافتراض حلت مشاكل البلد فلن أتزوج إلا وعمري لا يقل عن 27 سنة، وفي حال لم تحل فلن أتزوج، إن بقيت على قيد الحياة.
-مع أنني أطيق الزواج، ففيه عفة النفس وراحة البال.
اللهم إني أستودعك ديني وبلدي ومستقبلي والمسلمين.

جزاكم الله عنا كل خير.

وشكرا لكم، ونفعنا الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك كل أمر عسير، وأن يعفك بحلاله عن حرامه.

لقد أحسنت أيها الولد الحبيب حين قررت عدم فتح علاقة مع هذه الفتاة، فإن العلاقات المعروفة بين الشباب والفتيات من أعظم أسباب الفتنة، وقد حذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم – من افتتان الرجل بالمرأة غاية التحذير.

ما دمت قد أحببت هذه الفتاة وتعلقت بها فنصيحتنا لك أن تسارع إلى خطبتها، إن كان بالإمكان، ورضي أهلك بذلك، ورضي أهلها، وإن أمكنك أيضا التعجيل بالزواج، فذاك أمر ينبغي الحرص عليه بقدر الاستطاعة.

من الأسباب في الإقدام على الزواج: التيسير في أموره، وعدم التكلف لما لا حاجة إليه مما جرت عادة أكثر الناس، فإذا كنت تستطيع أن تتزوج ولو بتكاليف يسيرة إذا رضيت الفتاة ورضي أهلها، فإن هذا مما لا شك فيه خير لك ولها، وسييسر الله تعالى لك الأمر، وستبحث عن عمل كما يفعل كثير من الشباب الذين هم في مثل ظروفك وأحوالك.

إن كان الأمر فيه عسر ومشقة عليك، فعليك أن تلجأ إلى العفة كما أرشد الله سبحانه وتعالى في كتابه حين قال: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله} وهذا فيه وعد من الله تبارك وتعالى بأنه سيغنيهم من فضله ما داموا متعففين.

نحن نبشرك بهذا الوعد، وندعوك إلى سلوك هذا الطريق، فاسلك سبيل العفة، وسيغنيك الله عز وجل وييسر لك الأمور.

أما ما ذكرته من تقارب العمر مع هذه الفتاة فهذا ليس بمانع، بل هو غالب أحوال الناس يتزوجون بمثل هذا الفارق العمري، بل قد يتزوج بعض الناس الفتاة إذا أحبها ورأى فيها الخير وتوسم فيها الصلاح، وإن كانت في مثل سنه أو أكبر منه.

لا تجعل متابعتك للدراسة أو السفر حائلا دون الزواج، وقد ييسر الله تعالى لك الجمع بين الأمرين.

أما ما ذكرته من شأن الفتاة وحيائها: فظاهر جدا – أيها الحبيب – أن هذه الفتاة طائعة مجيبة راغبة في أن تبني حياتها على العفة، فإذا كان هذا حالها فلا ينبغي التفريط فيها.

على كل حال – أيها الحبيب – فإننا نؤكد عليك المبادرة إلى الزواج ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإنه خير لك بلا شك، وإن كنت لا تقدر وكانت المدة المنتظر فيها لتيسر الأمور يسيرة وقريبة، وإلا فإن الأفضل لك أن تجاهد نفسك لتنسى هذه الفتاة، وقد ييسر الله تعالى لك ما هو خير منها وييسر لها ما هو خير لها منك، وكن على ثقة – أيها الحبيب – بأن قدر الله سبحانه وتعالى ماض، وما قد كتب سيكون لا محالة، فخذ بالأسباب الميسورة المباحة يوصلك الله سبحانه وتعالى بإذنه ومشيئته إلى ما هو خير لك.

نسأل الله سبحانه بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات