تشتت وتداخل أفكاري عند حديثي مع الناس.. فهل هذه بداية الجنون؟

0 366

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب عمري ٢٠ سنة، أعاني من اضطرابات نفسية، عانيت معها قرابة الثلاث سنوات، وأثرت كثيرا على دراستي وعلاقاتي الاجتماعية، حيث إنني أفتقر إلى التركيز، وراحة البال بصفة دائمة.

ولا أعرف نفسي، وأهرب منها بسماع الأغاني، وتقليد الثقافات الغربية حتى فقدت الثقة في نفسي، وأيضا تضيق أنفاسي عندما أرى شخصا غريبا وعندما أتحدث مع الجنس الآخر، خاصة وما يعيقني حقا هو أنني أدمنت في التساؤل، فيما يفكر فيه الناس، فأصبحت أرى كل ما يقوله الناس استهزاء بي، وتقليلا من شأني حتى قطعت تقريبا كل علاقاتي، وبقيت وحيدا أشعر بانفصال عن الحياة الواقعية، ولا أفهم المقصود تحديدا من أي كلام أقرؤه أو أسمعه.

وآخر شيء هو أنني عندما أتحدث مع شخص، وقال أي شيء سيء حتى ولو لم أكن أفعله تضيق أنفاسي وأتساءل في نفسي، هل فعلته أم لا؟

وأعاني من تداخل الأفكار والتشتت عند التحدث مع أي شخص، فهل حالتي بداية في عالم الجنون؟ وكيف العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، وأكيد لم يكن بالأمر السهل!

قد يعاني الواحد منا من بعض المشكلات النفسية المتعددة، وقد تتداخل مع بعضها، فلا يعود يدري هذا الشخص من أين البداية وأين النهاية، ومع ذلك فقد لا يصح استعمال عبارات مثل "الجنون" فإنما هي مشكلات أو صعوبات نفسية، فالإنسان في النهاية بدن ونفس وروح.

ويبدو من خلال سؤالك وجود عدة جوانب لمعاناتك التي استمرت الثلاث سنوات.

فهاك جانب ضعف التركيز، وانشغال البال، وتشتت الأفكار، وهناك ضيق أنفاسك عند الالتقاء بالناس الغرباء، وربما كان هذا أقرب إلى الرهاب الاجتماعي.

وهناك طبعا حساسيتك الزائدة عندما تأخذ كلام الناس على أنه موجه إليك، وكأنه استهزاء بك... والذي قد يصل لحالة قريبة من الشك بالنفس.

وفي الحقيقة هناك احتمالات لهذه الصعوبات النفسية واختلاط هذه المشاعر.

الاحتمال الأول أنها مجرد بعض القلق والحساسية مع القليل من الرهاب والخجل الاجتماعي، وفي هذه الحالة قد لا يحتاج لأكثر من محاولة الفصل بين هذه الأعراض، أو الصعوبات التي تعاني منها، وربما يفيد التركيز أولا على الارتباك، أو الرهاب الاجتماعي، مع الانتباه لعدم تجنب اللقاءات بالناس، فالتجنب عموما لا يزيد المشكلة إلا اشتدادا وعمقا، حتى تجد نفسك في عزلة كاملة عن من حولك من الناس، وربما تبدأ هنا بالتحسس الشديد لكل ما يقولوه.

وهنا حاول الدخول في بعض المواقف الاجتماعية، ومجالس الناس، وأن تحاول أن تتحدث معهم حتى تشعر بالثقة في نفسك.

والاحتمال الثاني أن الأمور في نفسك وحياتك أعقد من مجرد بعض القلق أو الارتباك الاجتماعي، وخاصة فيما يتعلق في شكك بأقوال الناس، وكأنه كلام موجه لك، وأنك المقصود من كلماتهم وإشاراتهم، فمثل هذه الأعراض تحتاج حقيقة لمراجعة طبيب نفسي خبير، ليقوم بفحص الحالة النفسية والعقلية، ومحاولة معرفة تفاصيل أكثر مما ورد في سؤالك، ومن ثم تحديد التشخيص بالشكل الدقيق، ووضع العلاج المناسب، ووفق التشخيص السليم.

وأرجو أن لا تتأخر كثيرا باتخاذ القرار في مراجعة الطبيب، حتى ولو كان الطبيب العام، فصحتك وسلامتك ونشاطك أمور هامة بالنسبة لك ولنا.

عافاك الله وأذهب عنك ما أنت فيه.

مواد ذات صلة

الاستشارات