السؤال
السلام عليكم
مشكلتي تتمحور كالآتي:
1- أعاني من السمنة المفرطة، ولا يوجد عزيمة! حاولت إثارتها بشتى الطرق، ولكن لا جدوى.
2- أعاني من رهاب اجتماعي حتى أنني إذا دخلت على مجموعة من الرجال لا أستطيع حتى قول: السلام عليكم.
أخيرا: لقد حاولت بشتى الطرق، فلقد قمت بتناول بروزاك لمدة 4 أشهر، ولم أجد فائدة وقمت باستخدام لوسترال لمدة شهرين ولا فائدة أيضا.
ولقد قمت بتجربة الكبتاجون مرة واحدة في حياتي، وجدت فيه ضالتي لقد أحسست بنشاط زائد، واختفى الرهاب بشكل كلي أثناء مفعولها فقط، وسدت الشهية.
أنا أعلم ما بها من أضرار، لكن -والله مللت وضاقت بي السبل- أريد أن تصفوا لي دواء مفعوله كمفعول الكبتاجون، والله مللت، وأهم ما أريده هو حل للسمنة، لقد مللت من التعليقات حتى عندما أقوم بالمشي في الشارع لا أسلم من تعليقات الأطفال.
كل يوم أعاني أكثر وأكثر، وأحاول أن أقوم بعمل ريجيم ولكن عندما أجوع أضعف، أنا أتيت إليكم خوفا من تعاطي الكبتاجون، وأسألكم بالله أن تجيبوني في أسرع وقت؛ لأنني خائف على نفسي ومستقبلي.
وجزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا بد أن أبدأ بأن أحذرك تحذيرا شديدا من تناول الكبتاجون، والذي هو في الأصل ينتمي إلى مجموعة الأنفتامينات، هذا مركب خطير، نحن لا ننكر أنه قد يؤدي إلى شيء من النشاط الجسدي المرتبط بالسهر، ويقلل الشهية قليلا، لكن هذه الفعاليات لا تستمر أبدا إلا أن يبدأ الإنسان في أن يرفع الجرعة ويضاعفها أضعافا، وهذا يدخل الإنسان في حالة من الاضمحلال والانهيار النفسي والهلاوس وتطاير الأفكار وتشتتها والدخول في حالة مرضية ذهانية – أي اضطراب عقلي -.
الذي أقوله لك ليس فيه أي مبالغة، هو كلام يقوم على أسس علمية وعملية ومن خلال التجارب المثبتة أمامنا، والإنسان – أيها الفاضل الكريم – لا يمكن أن يعالج مشكلة بمشكلة أفظع منها وأسوأ منها، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: أنا أنصحك بأن تصل إلى قناعة أنك يمكن أن تتغير، لكن التغيير لا بد أن يأتي منك أنت، لا أحد يستطيع أن يغيرك، لا طبيب ولا غيره، نعم الطبيب أو المختص قد يوجه لك الإرشاد، لكن التطبيق يكون من خلالك أنت.
مثلا في موضوع السمنة: السمنة سببها أنك تتناول سعرات حرارية أكثر مما تخرج، وهذا يؤدي إلى تراكم الدهنيات والشحوم، عملية حسابية بسيطة جدا، فقرارك يجب أن يكون ما تتناوله من سعرات حرارية أقل أو على الأقل يعادل ما تستهلكه وتخرجه، وهذا يمكن أن يوضحه لك أخصائي التغذية بصورة مبسطة جدا.
إذن يجب أن يكون هناك حساب وتقييد، وأن تعرف كل جزء من الطعام ما هي عدد السعرات الحرارية التي يحتويها، (الخبز، التفاح، الفواكه الأخرى، اللحوم) كلها معروفة ومحسوبة القيمة السعرية الحرارية.
فالأمر يجب أن يقوم على هذا الأساس، فأنت يجب أن تقرر أنك تريد أن تتغير، ويجب أن يكون هذا التغير تغيرا علميا بهدف واضح، ولا أحد يستطيع أن يغيرك.
الاستعانة بالمختصين لا بأس به، هذا جيد، والتواصل مع المختص أيضا يحفز الإنسان، فمن خلال المتابعة مع مختص في التغذية (مثلا) أو طبيب مختص في الهرمونات سوف تستفيد كثيرا، والأمر يتطلب منك المثابرة والصبر، وألا تضعف أبدا حيال الشهية والشهوات نحو الطعام.
بالنسبة لموضوع الرهاب الاجتماعي: أعتقد أنه وليد لعدم ارتياحك لمظهرك العام، صورتك الجسدية جعلتك تحس بأنك مستحقر من قبل الآخرين، لذا أحجمت عن التفاعل الاجتماعي، فإذن معالجة هذه السمنة سيكون أمرا مفيدا جدا بالنسبة لك، وأن تدخل في برامج لعلاج الرهاب، ومن أفضل هذه البرامج أن تبدأ بصلاة الجماعة، لأنه قطعا في المسجد لا أحد يستهزئ بك أبدا، وأن تكون لك صداقات ورفقة طيبة وصالحة، وأن تنخرط في نشاط رياضي جماعي، وأن تزور أرحامك وأصدقائك، وتكون فعالا داخل أسرتك، هذه هي أمور بسيطة لكن قيمتها العلاجية كبيرة جدا في حالتك.
ومعظم السلوكيين الذين يساعدون في علاج السمنة لديهم أيضا الخبرة الكافية لعلاج الرهاب الاجتماعي، فمن تقوم بمقابلته سوف يفيدك - إن شاء الله تعالى – لكن أحتم أن المتابعة مهمة.
بالنسبة للأدوية: الدواء الذي سوف يكون مناسبا بالنسبة لك هو البروزاك، لأن البروزاك لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وقد تحتاج إلى أربعين مليجراما في اليوم، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (مكلومابيد) هذا أيضا من الأدوية الجيدة التي تعالج الرهاب الاجتماعي دون أن تؤدي إلى زيادة في الوزن.
أخي الكريم: يجب أن تكون إيجابيا، ويجب أن تنظم وقتك، وتديره بصورة جيدة، وأن يكون لك هدفا في حياتك، هذا مهم جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.