عشقت فتاة ومن شدة عشقها أبكي كثيرًا فما نصيحتكم؟

0 448

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو طرح هذا السؤال على طبيب نفسي، جزيتم خيرا.

عزيزي الطبيب: أنا وقعت في مرض العشق، حيث أنني في أحد المرات دخلت على حساب بنت بالفيس بوك، في البداية لم يحدث شيء، فقط أعجبت بها، ومع الأيام وقعت في عشقها، وأنا دائما - يا دكتور- أبكي طول الليل، لأنني لا أستطيع الزواج بها!

ذهبت إلى مليون شيخ، وسألتهم، وكلهم يقولون لي: عليك بذكر الله، ولكني لم أستفد شيئا! المشكلة أن قلبي غير معلق بالله، وأريد أن أخرج من هذا العشق، ولم أستطع.

قلت لنفسي سأذهب إلى طبيب نفسي يمكن أن تكون عنده حبوب للعلاج، أو أي شيء لحالتي؛ لأني سمعت أن العشق مرض كالوسوسة، ويمكن أن يعالج بالحبوب، علما أنني فقدت الشهية في الأكل، ولا أتذكر سوى المعشوقة، وللأسف دائما أراها بالفيس بوك، وكلما أكلمها يتقطع قلبي للمفارقة!

وأنا في حالة يرثى لها، وأخاف على نفسي من الرسوب، ومن الضياع، فحينما يشتد العشق، وكان أهلي بجواري فأني أذهب إلى الحمام؛ لأبكي، وأفرغ حزني!

وأيضا بعد مروري بهذه الحالة، تغيرت نفسيتي مع أهلي حيث أصبحت سيء الخلق، ولا أتحمل أحدا، ودائما ما أرفع صوتي على والدتي، أنا أعلم أن هذا خطأ، لكن العشق دمرني - يا دكتور - وما دام الفيس بوك موجودا، فإن مرض العشق لن ينتهي.

عسى الله أن يجعل العلاج الشافي على يديك، والشافي هو الله تعالى.

شكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التوصل معنا، وعلى الكتابة إلينا مجددا.

لاحظت من سؤال سابق لك أجاب عليه زميلنا العزيز د. محمد عبد العليم خير جواب، على أنك شخص عندك مرض الاضطراب العاطفي، أو المزاجي الثنائي القطب، وأنك تتناول العلاج الموصوف لك من قبل الطبيب النفسي، فدعني أؤكد لك ما أكده لك د. محمد عبد العليم، من ضرورة متابعة العلاج الدوائي، هذا بسبب الطبيعة الانتكاسية لهذا المرض.

ونأتي الآن إلى داء العشق هذا الذي تتحدث عنه.

لا أرى أن نستخدم هذه الحالة من التعلق بفتاة معينة، ربما لا تعرف عنها إلا القليل عن طريق الفيس بوك، أن نستخدم هذا لتبرير الكثير من سلوكياتنا، سواء من تراجع الدراسة، أو سوء المعاملة مع الأهل، طبعا هناك الملايين من الناس الذين يستخدمون الفيس بوك، إلا أنهم لا يتعلقون بشخص أكثر كما تعلقت أنت بهذه الفتاة.

أمامك قرار عليك اتخاذه، ولا يستطيع أحد اتخاذه بدلا عنك، لا أنا ولا المليون شيخ ممن سألتهم، واستفتيتهم، وهذا القرار هو: هل أنت تريد أن تستمر في هذا الحال من التعلق، والعشق لهذه الفتاة، وتصفح الفيس بوك، والتواصل معها، وكثرة السهر، والتفكير، والبكاء؟ أم تريد الخروج من هذه الحالة، والالتفات إلى حياتك، وتحقيق طموحاتك؟

القرار في النهاية قرارك، وأظنك تدرك تماما ما يمكن أن ننصح به، فقد قدمنا النصح، فلا نحتاج لذكره، فأنت أدرى به!

إن وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة جدا، ولكن ككل شيء آخر في الحياة، له سلبيات، وله إيجابيات، فكيف نأخذ الإيجابيات ونتحرر من السلبيات؟

قرر ما تريد أن تفعله، واطمئن فعلاج هذا الحال ليس في حبة، أو دواء، وإنما في قرار أولا، واتخاذ إجراءات عملية ترشد من خلالها توزيع أوقاتك، ونشاطاتك، وتسيطر من خلالها على الفيس بوك من غير أن تسمح له بالسيطرة عليك.

وأنا على ثقة من أنك تستطيع فعل هذا، فقد فعله كثيرون من قبلك، وسيفعله كثيرون من بعدك!

وفقك الله، وشرح صدرك لصواب الرأي، والقول، والعمل.

مواد ذات صلة

الاستشارات