السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جدا على موقعكم المتميز.
متزوجة منذ 4 سنوات، ولم يحصل حمل، زوجي سليم، ذهبت للعديد من الأطباء شخصوا حالتي عقم غير مفسر؛ لأن دورتي منتظمة والإباضة طبيعية وتحاليل الهرمونات طبيعية، والصورة الظليلة جيدة، الرحم طبيعي والأنابيب نافذة، مؤخرا ذهبت إلى دكتور لعمل طفل الأنابيب، لكنه نصحني بعملية تنظير بطن، ومنذ شهرين عملتها، واكتشف أن عندي بطانة الرحم المهاجرة في الحوض، وتم كي جميع البؤر من الدرجة الأولى، وقال لي: إن عندي التهابا مزمنا بقناتي فالوب -احتقان شديد-.
مع العلم أنهما نافذتان، وعالجهما بالمادة الزرقاء، ثم كتب لي كورس مضادات حيوية لأسبوعين، لكنني لم ألتزم بمواعيد الدواء بدقة، يعني في يوم نسيت أخذ الدواء، ثم أكملته، هل يؤثر؟ لم ألتزم لجهلي بالمرض، ودكتوري سافر بعدها، فلم أستطع سؤاله.
هل هكذا تم علاجي؟ يعني هل زال الاحتقان، والالتهابات المزمنة بقناة فالوب؟ وقبل العملية أكد لي الدكتور أن رحمي منقلب للخلف، هل يؤثر ذلك في تأخر الحمل؟ هل هذه الأسباب التي ذكرتها هي السبب في تأخر حملي أم شيء بسيط؟ وهل تنصحوني بعمل طفل أنابيب؟ أم أنتظر؟ وكم ترتفع نسبة الحمل بعد عملية التنظير؟
تحياتي وجزيل شكري لهذا الموقع الجميل، ولكل القائمين عليه، رزقكم الله الصحة والعافية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lamia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما، ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.
بالفعل -يا عزيزتي- يجب عدم القول بأن الحالة هي حالة عقم غير مفسر إلا بعد أن يتم عمل تنظير للحوض عند السيدة، فهنالك الكثير من الحالات التي يتبين فيها وجود داء بطانة الرحم الهاجرة عند عمل التنظير الحوضي.
وحتى لو كانت الأنابيب نافذة، فإن البطانة الهاجرة قد تكون السبب في تأخير حدوث الحمل؛ لأن هذه الحالة تعمل على تأخير الحمل بعدة آليات، وليس فقط عن طريق تشكيل الالتصاقات، وسد الأنابيب، فداء البطانة الهاجرة يؤدي إلى إفراز مواد تسبب موت البويضة، والحيوانات المنوية، كما أن بعض الخلايا المناعية في الجسم، وهي تسمى (الخلايا البالعة ) تبين بأنها تكثر في بقع المرض، وتعمل على ابتلاع البويضة والحيوانات المنوية، وهنالك آليات آخرى تؤثر سلبا على الحمل، لا مجال لذكرها هنا.
إذن في مثل حالتك، ومادام قد شخص عندك داء بطانة الرحم الهاجرة، فإن الحالة لم تعد حالة عقم غير مفسر، بل أصبح المتهم فيها الآن هو هذا المرض.
ويمكن في بعض الحالات أن يحدث الحمل إن كانت الأنابيب مفتوحة، بالرغم من وجود بطانة الرحم الهاجرة، وفي بعض الأحيان قد يحدث الحمل بعد حقن المادة الظليلة في الأنابيب، حيث تقوم الصبغة بإزالة أو غسل أي علقات أو كتل مخاطية قد تكون سببا في عرقلة وصول البويضة للرحم، لكن مثل هذا الأمر ليس مضمونا، وإنما هو احتمال فقط؛ لأن الأهداب التي في الأنابيب تكون قد غير سليمة، وبالتالي لا تكون قادرة الحركة، ولا على دفع البويضة إلى الرحم، فإن كنت راغبة بالانتظار لمدة من 3-6 أشهر بعد التنظير كنوع من المحاولة، فهذا خيار وارد، لكن ليس أكثر من ذلك.
وعليك بتناول المضاد الحيوي الذي كتبه لك الطبيب، ثم نصيحتي لك بعدم إضاعة الوقت أكثر من ذلك، فإذا لم يحدث الحمل في خلال (3-6 أشهر) بعد التنظير، فيجب عليك البدء بعملية أطفال الأنابيب، وذلك لكسب الوقت، فأنت في العمر الذي تكون فيه نسبة نجاح هذه العملية أعلى ما يمكن، ويجب الاستفادة من هذه الميزة الآن؛ لأن نجاح أطفال الأنابيب له علاقة وثيقة بعمر السيدة، فكلما كانت بعمر أصغر كلما كانت نسبة النجاح أعلى -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.