السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على ما تقدمونه لنا من معلومات مفيدة.
سؤالي: لدي مشكلة، وهو أني أذكر أنه ضاعت مني أوراق رسمية، وأشياء مهمة لدي منذ سنة تقريبا، وأنا كنت أبحث عن هذه الأوراق، وهذه الأشياء المهمة، لكني لم أجدها، -والحمد لله- على كل حال حدث ما حدث، وأنا أريد أن أنسى وأن لا أفكر، وأن لا أهتم في ما حدث لي في الماضي، ولكني لا أستطيع، وكأن شيئا يذكرني بما حدث لي في الماضي، ومازالت هذه الفكرة تلاحقني في كل مجلس، وفي كل مكان، هل هذا وسواس أم قلق أم حرص زائد عن اللزوم أم ماذا؟
أرجوكم ما الحل؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبومحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا.
ربما من أفضل ما يعيننا في فهم ما حدث أنك تعاني من حالة صدمة نفسية لهذا الحدث عندما فقدت هذه الأوراق الرسمية، والأشياء المهمة، ومن صعوبة ما لاقيته في التكيف مع هذا الأمر الذي حدث.
وأرجو أن تنتبه لأمر هام جدا: أن ما تشعر به قد يكون ردة فعل نفسية طبيعية لحدث غير طبيعي، وليس العكس.
وليس هذا بالغريب، حيث يمكن لأي إنسان أن يصاب بما أصبت به في مثل هذه المواقف لو فقد مثل ما فقدت، ويشير هذا للحساسية الموجودة عندك.
حيث يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث التي تجري من حولك.
ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى، أو فيما قيل له أو أمامه، ويجد صعوبة في نسيان ما جرى.
وما يمكن أن يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تخفف عنك بعض ما تعانيه، فالناس منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم!
حاول أن تصرف انتباهك عما حدث عن طريق القيام ببعض الأنشطة المختلفة كالقيام ببعض الأعمال المتعلقة بمهنتك، أو الهوايات كالرياضة وغيرها، ولذلك ستشعر من خلال الزمن بأنك أكثر راحة، واسترخاء.
وقد يعاني بعض الناس مما تعانيه بسبب ما نسميه الميل أو النزعة للكمال (perfectionism)، حيث يميل الشخص في كل شيء يعمله إلى أن يكون "كاملا" والكمال لله تعالى.
وبصراحة، وبالرغم من صعوبة هذا الميل الذي يصل إلى حد الوسواس القهري، إنما هو وبحسب بعض التحليلات النفسية إنما هو هروب من العمل، والواجب الذي على الإنسان القيام به، وهذا ما يحصل في نهاية الأمر، وفي الواقع العملي.
وإذا كانت شخصيتك من هذا النوع من النزعة للكمال، فدرب نفسك شيئا فشيئا على أن تقوم بالأعمال غير المتقنة 100% وأنت قادر على هذا.
وفقك الله ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.