السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يا دكتور: أنا صاحبة الاستشارة (2140606) نصحتني -يا دكتور- باستخدام الزيروكسات حبة في اليوم, لكنني لم أستفد منها بعد استخدامها لمدة شهر، فزدتها إلى حبتين في اليوم لمدة أسبوعين، ثم أضفت له حبة بروزاك، لتصبح الجرعة حبة بروزاك في الصباح, وحبتين زيروكسات في المساء.
وأنا على هذه الجرعة منذ ثلاثة أسابيع، لكنني لم أجد التحسن المطلوب، مجرد تحسن طفيف لا يذكر، هل طريقتي في العلاج صحيحة؟ أم أن الدواء لم يناسبني؟
فبماذا تنصحني يا دكتور؟
جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكنت أتمنى أن تظلي على الزيروكسات لوحده لفترة أطول، حيث إن البناء الكيميائي لهذه الأدوية قد يتأخر في بعض الأحيان، ويجب ألا نحكم على العلاج سلبيا قبل مرور ثمانية أسابيع من تناوله، وهذا في أقل تقدير.
إضافتك للبروزاك لا أعتقد أنها مفيدة من الناحية العلمية، وحقيقة تناول دوائين متشابهين لا أعتقد أنه يمثل إضافة علاجية حقيقية، بل على العكس تماما كل المراجع العلمية المعتبرة لا تفضل ذلك ولا تحبذ ذلك، ويمكن أن تحدث تداخلات سلبية بين هذه الأدوية, خاصة أنها تمثل أيضا من خلال منظومة من الأنزيمات تعرف باسم (سيتكروم ytochrome) الأدوية قد تعاكس بعضها البعض قليلا.
لا أقول لك إن هذا الأمر يحدث بشدة في حالة البروزاك والزيروكسات، لكن حتى وإن كنا في بعض الأحيان نمارس مثل هذه الممارسات –أي خلط الأدوية مع بعضها البعض– إلا أن ذلك يجب أن يكون في نطاق ضيق جدا، ويجب ألا نلجأ إليه إلا بعد فشل المحاولات المعروفة، مثلا في حالتك: إذا لم يأت الزيروكسات بفائدة سوف أوقفه بالتدريج، وأنتقل إلى دواء آخر، الدواء الآخر يجب أن يكون من مجموعة مخالفة، والمجموعة المخالفة المتوفرة هي مجموعة الفلافاكسين، أو الديولكستين، حيث إنها المجموعة التي تعمل على موصلين عصبيين هما (سيرترالين) و(النورأدينالين).
فإذن (حقيقة) لا أريدك أبدا أن تحسي بأي نوع من الحرج, أو الذنب حول هذه الخطوة التي قمت بها، لكني لا أعتقد أن البروزاك ذو جدوى في هذه الحالة، فأمامك (حقيقة) خياران:
الخيار الأول: أن تتوقفي عن البروزاك، وتعطي الزيروكسات فرصة أطول، وتكون جرعته أربعين مليجراما، ويمكن أن تضيفي له عقارا آخر مثل (البسبار) والذي يعرف باسم (بسبارون) هذا دواء تدعيمي مضاد للقلق، وله أيضا فوائد في تحسين المزاج، والجرعة هي خمسة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم ترفع إلى عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.
والخيار الآخر هو التوقف عن الزيروكسات تدريجيا, والاستمرار على البروزاك, ورفع جرعته إلى أربعين مليجراما يوميا، ويمكن أن يدعم البروزاك أيضا بعقار (بسبار).
هذا هو المنهج الذي أراه، وهو الأفضل من وجهة نظري، وبالطبع هو الأسلم.
النصيحة الأخرى التي أنصحك بها –وهي مهمة جدا– هي: الجدية في تطبيق الآليات العلاجية السلوكية –أي غير الدوائية– والتي تقوم على مبدأ: التفكير الإيجابي، تأكيد الذات وتحفيزها، إدارة الوقت بصورة صحيحة، إحسان مهارات التواصل الاجتماعي –هذا مهم جدا– وأن تكون هنالك رفقة طيبة وصالحة، وأن يحرص الإنسان في أمور دينه، وأن يعرف أن حياته ذات هدف، وأن المستقبل دائما يحمل بشائر بإذن الله تعالى.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.