كان وصفكم صحيحا لما أعاني منه، اكتئاب ثنائي القطبية

0 414

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية: أقدم تحياتي وتقديري للقائمين على الموقع، جزاكم الله خيرا، وتحية لطبيبنا الحبيب د. محمد عبد العليم.

ما أود الاستفسار عنه هو أنني أعاني من اكتئاب ثنائي القطبية منذ سنوات، وتناولت عددا كبيرا من مضادات الاكتئاب، ولم تجد، بسبب الخطأ في التشخيص على أنه اكتئاب أحادي القطب، مما كان له الأثر في عدم الاستجابة للعلاج لمدة تجاوزت العشر سنوات، وكان لكم الفضل -بعد الله- في الوصول لحقيقة المشكلة، وأنه ثنائي القطبية، والآن وصف لي طبيبي لاموترين 100، ثم نصل بالجرعة تدريجيا إلى 200، ثم 300 لمدة 3 أشهر، ثم نرجع إلى 200 مجم ونثبت عليها باستمرار، ومما أكده لي أن جميع مضادات الاكتئاب غير مجدية في حالتي، وهذا ما أثبته الواقع تماما، وأن اللاموترين وحده هو أفضل دواء في مثل هذه الحالات.

فماذا ترون بارك الله فيكم؟ وبم تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: نحن سعداء جدا أن نسمع مثل هذا الكلام الطيب، ونحمد الله تعالى الذي وفقنا إلى إرشادك أن حالتك هي اكتئاب ثنائي القطبية، وليس اكتئابا أحادي القطبية -كما تفضلت وذكرت- هذا التشخيص أصبح الآن يمثل إشكالية كبيرة، لكن بالتمحيص والتدقيق يستطيع الطبيب -إن شاء الله تعالى- أن يصل إلى ما هو صحيح ويفيد مريضه.

أنا أؤيد تماما تناولك لمثبتات المزاج، اللاموترين كما يسمى عندكم في مصر هو من الأدوية الطبية والممتازة جدا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة الذي يكون لديه ميل وقوة للقطب الاكتئابي، بمعنى أن بعض الناس يكون لديهم القطب الاكتئابي أقوى من القطب الانشراحي، والعكس صحيح. الاستجابة للاموترين ممتازة لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الذي يكون فيه القطب الاكتئابي أقوى من القطب الانشراحي أو القطب الهوسي.

أخي الكريم: استمر على الدواء وواصل مع طبيبك؛ لأن المتابعة مهمة جدا في مثل هذه الحالات، أنا لست متشائما أبدا، لكن قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان أن يدخل أدوية أخرى، مثل عقار سيركويل مثلا، إذا كان هنالك اضطراب في النوم، وهذا يعطى لمدة قصيرة، مضادات الاكتئاب بالفعل يجب أن نتجاوزها، ولكن في حالات نادرة، ربما نعطي هذه المضادات بجرعات صغيرة، فإذن الأمر -الحمد لله تعالى- فيه سعة كبيرة، وأنت الآن على المسار العلاجي الطيب والصحيح، فكن -يا أخي- حريصا على تناول الدواء كما ذكرت لك وبالجرعة المطلوبة، وأسأل الله أن ينفعك بذلك.

أريدك أيضا أن تجعل حياتك إيجابية؛ لأن التفكير الإيجابي المعرفي مهم، وأن يكون نمط الحياة ونسقها مليئا بالأنشطة والظهور الاجتماعي المفيد، وتطوير المهارات، هذا هو تأكيد الذات وتنميتها، وهذا يهزم الاكتئاب تماما، وإن شاء الله تعالى لديك المقدرة على ذلك، ومن جانبي -أخي الكريم- مرة أخرى أسأل الله تعالى أن يعافيك ويشفيك: (اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي، إلا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما).

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات