السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شابة في الـ25 من العمر، متزوجة، ومشكلتي هي مرضي بالثعلبة منذ سن الـ11 والتي لم ينفع معها علاج، وأنا حاليا لا زلت أستعمل أقراص (الكورتكويد) حبتين في الأسبوع، وهي ليست وراثية في عائلتنا.
أنا متخوفة جدا من انتقال الثعلبة وراثيا إلى الجنين عند الحمل، فهل أقراص (الكورتكويد) ممكن أن تضر بالجنين إذا حملت؟ وكيف يمكن إيقافها؟ وما العمل إذا؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ AMATOLLAH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن أسباب مرض الثعلبة ليست كلها معروفة تماما, والوراثة تشكل 10% من الحالات فقط، وحاليا أصبحت الثعلبة تصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية؛ أي تلك الأمراض التي تفشل فيها خلايا الجسم المناعية في التعرف على أنسجة الجسم، فتتعامل مع بعض خلايا الجسم على أنها خلايا غريبة, وتقوم بمهاجمتها وتخريبها، ففي الثعلبة تقوم الخلايا المناعية في الجسم بمهاجمة خلايا أجربة الشعر وتخريبها .
إذا لم يكن السبب في الثعلبة وراثيا, فهنا من المستبعد أن ينتقل المرض من الأم إلى جنينها خلال الحمل, والسبب هو أن الخلايا المناعية المسؤولة عن المرض -وتسمى الخلايا اللمفاوية القاتلة- لا تتمكن من عبور المشيمة لكبر حجمها, لذلك فهي لا تنتقل إلى الجنين, ولا يصاب الجنين بسبب إصابة أمه.
مرض الثعلبة نادر جدا قبل السنتين من العمر, وهذا يؤكد عدم انتقال المرض من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، وإن ظهر المرض بعد هذا العمر؛ فهنا لا يكون سببها انتقال الخلايا القاتلة من الأم, بل بسبب انتقال المورثة المسببة للمرض إلى الجنين في الحالات التي تكون لها علاقة بالوراثة، أو بسبب أن الطفل قد أصبح لديه فيما بعد اضطراب في المناعة.
بالنسبة للحبوب التي تتناولينها, فهي عبارة عن دواء [الكورتيزون] وهذا الدواء غير ممنوع تماما في الحمل, وقد يستخدم في حالات كثيرة.
إن وجد الطبيب المتابع بأن له ضرورة في مثل حالتك, فيمكنك الاستمرار عليه, ولا مانع من ذلك, فالدواء مصنف على أنه من النوع -C- أي بالرغم أنه لا توجد بعد دراسات كافية على تأثيره على أجنة الإنسان, إلا أنه يمكن إعطاؤه للحامل في حال كانت الفائدة المرجوة منه أكبر من الضرر المتوقع.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بالذرية الصالحة والمعافاة .